بركة الشيخ رضوان.. خطر الغرق يقترب من سكان غزة

بركة الشيخ رضوان
بركة الشيخ رضوان

غزة/ البوابة 24 - رائد كحيل:

في ظل انهيار شبه كامل للبنية التحتية في قطاع غزة، تلوح في الأفق كارثة بيئية وإنسانية جديدة مع اقتراب موسم الأمطار، نتيجة تعطل بركة الشيخ رضوان التي كانت تشكل عنصرًا محوريًا في منظومة تصريف مياه الأمطار في مدينة غزة.

تعرضت بركة الشيخ رضوان لتدمير واسع خلال الحرب الأخيرة، ما أدى إلى توقف المضخات بالكامل وانهيار خط التصريف البحري، وتسرب مياه الصرف الصحي إلى داخلها. بلدية غزة حذّرت من خطر فيضان البركة، مشيرة إلى أن الأضرار شملت انهيار السور الواقي وتعطل شبكة الصرف ومحطات الضخ، ما تسبب في ارتفاع خطِر في منسوب المياه وتحول البركة إلى نقطة تجمع راكدة تنذر بفيضان محتمل مع أول منخفض جوي.

بحسب البلدية، يشكل الوضع الحالي تهديدًا مباشرًا لحياة آلاف السكان، خاصة الأطفال القاطنين بجوار البركة، في ظل توقعات بهطول أمطار غزيرة خلال الأسابيع المقبلة. وتواجه البلديات عجزًا تامًا عن التدخل السريع نتيجة تدمير معظم معداتها وآلياتها، واستمرار الحصار الذي يمنع دخول المعدات الثقيلة اللازمة لإعادة التأهيل.

1.JPG
 

غسان شكشك، مواطن نازح يسكن بجوار بركة الشيخ رضوان في مدينة غزة، يقول بقلق واضح: "ممكن أي منخفض يصل البلاد، يفيض ماء البركة على المواطنين مثل الأعوام السابقة. كيف أن البركة فاضت ووصلت 4 أمتار في الشوارع، بقوارب تم إخراج الناس بعد طوفان المياه. ماذا ينتظرون بعد وقوع الكارثة؟ يفترض أن يتم العمل على تفريغ البركة. كانت سابقًا بعمق مترين، وكانت المواتير تضخ المياه نحو البحر أولًا بأول."

ويضيف شكشك: "نحن على أبواب شهر نوفمبر وندعو الله ألا تمطر، ونحن الذين كنا ننتظر المطر. نخاف من طوفان البركة، والبعوض منتشر بشكل كبير ويسبب الأذى للصغار والكبار. انظر إلى لون المياه الغامق في البركة، المياه راكدة، إنها مأساة كبيرة بصورة غير طبيعية."

وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي، بلغت نسبة الدمار في قطاع غزة نحو 90%، حيث دُمّر 38 مستشفى وتضررت 95% من المدارس، بينما سيطر الاحتلال على 80% من مساحة القطاع، وأُلقي أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات على المناطق المدنية. كما تشير تقديرات شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إلى وجود نحو 55 مليون طن من الركام، ما يعرقل جهود الإغاثة ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني للنازحين.

تحولت بركة الشيخ رضوان من خزان لتجميع مياه الأمطار إلى رمز للأزمة المركبة التي يعيشها القطاع: دمار بيئي، وانهيار خدماتي، وخطر صحي يهدد حياة الأطفال والنازحين. ومع اقتراب الشتاء، تبدو الحاجة ملحة لتدخل عاجل، ليس فقط لتفريغ البركة، بل لإعادة تأهيل البنية التحتية التي تحمي حياة السكان من الكوارث المتكررة.

البوابة 24