كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الجمعة، أن إسرائيل ترى أن حركة حماس ما زالت تواصل المناورة والتحكم في مصير أحد عشر جثمانًا من المختطفين الإسرائيليين في قطاع غزة، رغم مرور أسبوع كامل على بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأشارت "الصحيفة"، إلى أن حماس، التي يفترض أن تتخلى عن السيطرة على القطاع وتتجرد من سلاحها، تستمر في "مراوغة الجميع"، في وقت تفتقر فيه إسرائيل إلى أدوات ضغط فعالة أو حوافز واضحة لضمان استعادة الرفات.
تأخير وتسليم مهين
وتابعت "الصحيفة"، أن عملية تسليم رفات كوبر وباروخ تمت بعد تأخير دام أسبوعًا وبطريقة وصفتها بأنها "مهينة لإسرائيل"، حيث أعقبها إطلاق نار من جانب عناصر حماس في رفح أدى إلى مقتل جندي احتياط إسرائيلي.
كما سلطت قضية الجندي أوفير تسرفاتي الضوء على عمق الفوضى في آلية تنفيذ الاتفاق، بعدما اضطرت عائلته إلى فتح قبره للمرة الثالثة نتيجة استلام رفات غير مؤكدة الهوية.
إدارة أمريكية للملف
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر إسرائيلية للصحيفة أن الولايات المتحدة تتحكم في مجريات الأحداث، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقيد بقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يرفض السماح لإسرائيل باستئناف العمليات العسكرية الشاملة داخل القطاع رغم ما وصفته إسرائيل بـ"انتهاكات حماس المتكررة".
ولفتت "الصحيفة"، إلى أن البيت الأبيض استخدم حق النقض ضد مقترح تقدم به نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر لفرض "عقوبات ميدانية" عبر تنفيذ تقدم عسكري محدود داخل غزة، موضحة أن "ترامب يتصرف كمدير مباشر للأحداث، يسمح أو يمنع وفق رؤيته".
إشراف ميداني وزيارة عسكرية
والجدير بالإشارة أن رئيس الأركان الأمريكي الجنرال دان كين قد وصل إلى إسرائيل في زيارة وصفتها الصحيفة بأنها "إشراف ميداني" على تنفيذ خطة ترامب، إلى جانب متابعة جهود إنشاء قوة عربية لتثبيت الاستقرار في غزة.
كما كشفت المعلومات أن واشنطن تصر على أن تتكون القوة من جيوش عربية فقط "لتجنب اتهام الغرب بالاحتلال"، إلا أن معظم الدول العربية رفضت المشاركة خشية الدخول في مواجهة مع حماس.
ووفقًا لما ذكرته الصحيفة، أعربت مصادر إسرائيلية عن تشاؤمها تجاه قدرة الجانب الأمريكي على إدارة الملف الإنساني في غزة ابتداءً من 7 نوفمبر كما هو مخطط، مؤكدة أن "كل شيء سيظل متوقفًا على التنسيق" بين الأطراف.
