في صباح يوم زفافه، لم يكن العريس الفلسطيني نضال جبارة من بلدة ترمسعيا شمال رام الله يتوقع أن تتحول لحظات الفرح إلى مشهد من الانتظار والعرقلة. فبينما كان يستعد لمرافقة عروسه إلى صالون التجميل في بلدة سنجل المجاورة، اعترض طريقه حاجز حديدي وضعه الجيش الإسرائيلي، حال دون عبوره بمركبته المزينة بالورود.
ورغم توسلاته، بقيت البوابة مغلقة، ما اضطره إلى استئجار مركبة أخرى لإكمال طريقه نحو الصالون، تاركًا مركبته خلف الحاجز. وقال الناشط عايد غفري من سنجل إن جبارة لم يكن يسعى سوى لإيصال عروسه، لكن الحواجز الإسرائيلية حالت دون ذلك، في مشهد يعكس واقعًا يوميًا يعيشه الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة.
وتنتشر في الضفة 916 حاجزًا إسرائيليًا دائمًا ومؤقتًا، بينها أكثر من 243 بوابة حديدية أُنشئت بعد بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، ما يفرض قيودًا شديدة على حركة الفلسطينيين، ويجبرهم على استخدام وسائل نقل متعددة للتنقل بين المدن والقرى.
ومنذ اندلاع الحرب التي استمرت عامين، تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة، وأسفرت عن مقتل 1063 فلسطينيًا وإصابة نحو 10 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف شخص، بينهم 1600 طفل. ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، لا تزال القيود الإسرائيلية قائمة، ويعيش الفلسطينيون تحت وطأة الإغلاق والانتظار.
أما في غزة، فقد خلفت الحرب التي نفذتها إسرائيل بدعم أمريكي حصيلة مأساوية بلغت أكثر من 68 ألف قتيل و170 ألف مصاب، معظمهم من النساء والأطفال، فيما قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.



