عاصفة داخل الجيش الإسرائيلي.. تحقيقات تهدد بكشف أخطر الفضائح

المدعية العامة الإسرائيلية اللواء يفعات تومر يروشالمي
المدعية العامة الإسرائيلية اللواء يفعات تومر يروشالمي

تشهد المنظومة العسكرية في إسرائيل أزمة غير مسبوقة داخل القضاء العسكري، مع اقتراب انفجار ملف وصف بأنه قد يفتح "صندوق باندورا"، كاشفًا ممارسات حساسة ومحرجة لمسؤولين كبار في النيابة العسكرية وربما جهات أخرى خارجها.

شبهات خطيرة وتدقيق واسع

ووفقًا لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، فإن القضية قد بدأت بعد رصد شبهات تتعلق بسلوكيات غير قانونية لمسؤولين كبار خلال الحرب على غزة، وذلك بالتزامن مع التحقيقات المتعلقة بقضية التعذيب داخل مركز "سدي تيمان" العسكري.

ولا تزال الشرطة تبحث عن الهاتف المحمول المفقود التابع للمدعية العامة العسكرية السابقة، اللواء يفعات تومر-يروشالمي، وسط تداول معلومات عن وجود بيانات ومراسلات شديدة الحساسية داخل هواتف أخرى مرتبطة بالملف.

مخاوف من فضيحة أكبر

وأشارت "الصحيفة"، نقلًا عن مصدر مطلع قوله، إلى إن المواد التي يجري فحصها "بالغة الحساسية ومحرجة للغاية"، وقد تتسبب بزلزال داخل المؤسسة العسكرية حتى لو لم ترتقي جميع الأفعال إلى مستوى الجرائم الجنائية.

وأشار المصدر إلى أن تداعيات القضية قد تمتد إلى مستويات أعلى من النيابة العسكرية إذا خرجت تلك المعلومات إلى العلن أو فقدت السيطرة عليها.

اعتقالات واستقالات متوقعة

ومن المقرر تقديم المدعي العسكري السابق متان سولومش إلى المحكمة لطلب تمديد اعتقاله لمدة 5 أيام إضافية، وسط اتهامات بالتورط في التستر على تسريب معلومات حساسة.

كما تشير التقديرات إلى احتمال حدوث موجة إقالات واستقالات بين كبار مسؤولي النيابة خلال الأيام المقبلة، تزامنًا مع توسيع الاستدعاءات للتحقيق.

صراع على خلافة تومر-يروشالمي

وفي ظل استقالة تومر-يروشالمي، يدور صراع داخلي حول تعيين بديل لها، وسط خلاف بين وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي. ويرغب الطرفان في تعيين شخصية من خارج المنظومة لاستعادة الثقة في النظام القضائي العسكري، مع تباين في الرؤية حول الخلفية المطلوبة وهوية المرشح.

كما تبحث المؤسسة العسكرية أيضًا خيار تعيين جنرال سابق بخبرة ميدانية، على أن يدعمه نائب قانوني من داخل النيابة، ضمن محاولة لإعطاء انطباع ببدء إصلاحات عميقة وتطهير داخلي للمنظومة.

تداعيات ما بعد حرب غزة

والجدير بالإشارة أن هذه التطورات جاءت بالتزامن مع حالة سياسية وأمنية مضطربة تعيشها إسرائيل منذ انتهاء الحرب على غزة التي بدأت عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، والتي كشفت عن تصدعات كبيرة داخل مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها الجيش والأجهزة الأمنية.

كما تؤكد تقارير إسرائيلية، أن هذه القضايا تمثل مؤشرًا إضافيًا على تفكك الثقة بالمؤسسة العسكرية وظهور انقسامات داخل مستويات القيادة، وسط تساؤلات متزايدة حول مستقبل النظام العسكري والأمني الإسرائيلي في مرحلة ما بعد الحرب.

روسيا اليوم