لواء مصري يحسم الجدل ويوجه رسالة مباشرة لإسرائيل.. ماذا جاء فيها؟

الجيش المصري
الجيش المصري

خرج اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي والمفكر العسكري، بتصريحات قوية رداً على ما تروج له وسائل إعلام ومسؤولون في إسرائيل بشأن “تعاظم قوة الجيش المصري” وما يرافق ذلك من تحذيرات إسرائيلية غير مسبوقة.

وأكد فرج، أن هذه المخاوف الإسرائيلية ليست وليدة تهديد مصري، بل انعكاس لأزمة داخلية متفاقمة تعيشها إسرائيل في ظل تعثرها العسكري والسياسي في حرب غزة.

مصر لم تخالف اتفاقية السلام

شدد اللواء فرج على أن مصر ملتزمة التزاماً كاملاً باتفاقية السلام مع إسرائيل منذ توقيعها قبل نحو 44 عامًا ولم تخرقها يومًا، وأكد أن القاهرة تتعامل مع السلام باعتباره خيارًا استراتيجيًا ثابتًا لا يخضع للمزايدات أو التقديرات الوقتية.

وأضاف أن استراتيجية الأمن القومي المصري تقوم على موازنة دقيقة بين بناء دولة اقتصادية قوية وبناء جيش قادر على حماية هذا السلام، وقال بلهجة واضحة: “لولا قوة الجيش لكنا أصبحنا مثل اليابان بعد الحرب العالمية الثانية". 

درس اليابان

استشهد فرج بالنموذج الياباني بعد الحرب العالمية الثانية، موضحاً أن طوكيو ركزت على التنمية الاقتصادية وتركت شؤون الدفاع للولايات المتحدة عبر قاعدة أوكيناوا، ورغم أن اليابان أصبحت خلال ثلاثة عقود ضمن مجموعة السبع الكبرى، إلا أنها لم تستطع حماية أراضيها عندما سيطرت روسيا على الجزر الشمالية لتكتشف أن التنمية دون قوة ردع لا تصنع أمناً حقيقياً.

وأشار إلى أن مصر تعلمت من هذا الدرس، فعملت على بناء اقتصاد قوي بالتوازي مع تطوير قواتها المسلحة، لضمان حماية حدودها ومصالحها في منطقة مليئة بالتهديدات.

إسرائيل تضخم المخاوف

كشف اللواء فرج أن الاتهامات الإسرائيلية بشأن قوة الجيش المصري هي محاولة للهروب من الفشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة، وفي مقدمتها:

  • الإخفاق في تحرير الرهائن.
  • عدم القدرة على القضاء على حركة حماس.
  • فشل تدمير البنية التحتية العسكرية في القطاع.

وأكد أن إسرائيل تحاول تصدير أزمتها الداخلية عبر افتعال “تهديدات وهمية”، فيما ترى القاهرة أن أمن المنطقة يتحقق فقط عبر السلام العادل وليس عبر الضجيج السياسي.

قوة الجيش المصري

أوضح فرج أن بناء الجيش المصري ليس موجهاً لإسرائيل تحديداً، بل لمواجهة شبكة واسعة من المخاطر تهدد الدولة من مختلف الاتجاهات: الإرهاب، الاضطرابات الإقليمية، عدم الاستقرار على الحدود، وتحولات الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن علاقة مصر بالولايات المتحدة في الشق العسكري ما زالت وثيقة خاصةً عبر تدريبات “النجم الساطع” التي تعد من أكبر المناورات المشتركة في المنطقة.

تنويع مصادر السلاح

أبرز اللواء فرج أن الرئيس عبدالفتاح السيسي حقق أحد أهم أهداف الأمن القومي المصري، وهو تنويع مصادر السلاح بعد عقود من الاعتماد شبه الكامل على الولايات المتحدة خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

ولفت إلى أن مصر اليوم تستورد أسلحتها من فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، روسيا، الصين، كوريا الجنوبية، وغيرها، ما يعني أن القرار العسكري المصري أصبح مستقلاً بالكامل، وقادراً على التعامل مع أي تطور في المنطقة دون ضغوط خارجية.

خطاب إسرائيلي متوتر

تأتي تصريحات اللواء فرج في وقت تتصاعد فيه الاتهامات الإسرائيلية تجاه القاهرة، حيث دعا وزير النقب والجليل الإسرائيلي، يتسحاق فاسرلاوف، إلى جلسة طارئة لمناقشة “تعاظم القوة المصرية”.

وزعم الوزير أن إسرائيل تواجه “تحديًا غامضًا” لا تمتلك الأدوات المناسبة للتعامل معه، وهي تصريحات اعتبرها الخبراء انعكاسًا لحالة ارتباك داخلي تعيشها إسرائيل بعد التغيرات الإقليمية.

مصر قوة استقرار لا مصدر تهديد

اختتم اللواء سمير فرج تحليله بالتأكيد على أن القاهرة تبني قوتها لحماية الأمن القومي فقط، وفي سبيل تثبيت الاستقرار الإقليمي.

وأضاف أن مصر قادرة على الدفاع عن مصالحها، لكنها في الوقت ذاته شريك أساسي في السلام، وليس طرفاً يهدد التوازن.

وقال في رسالته المباشرة لإسرائيل: “جيشنا قوي.. لكنه قوة لحماية السلام، ولن نكون مثل اليابان التي أهملت الدفاع فعجزت عن حماية نفسها".

روسيا اليوم