ذكرت صحيفة هآرتس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعمل حالياً على إنهاء الترتيبات النهائية لصفقة واسعة مع سوريا، قد تغير شكل خريطة التحالفات في الشرق الأوسط، وتشمل الصفقة تفاهمات أمنية مع إسرائيل، وانضمام دمشق إلى الاتفاقات الإبراهيمية عبر مسار غير مباشر تديره واشنطن، في خطوة تعد الأكثر جرأة منذ بدء موجة التطبيع الإقليمي عام 2020.
دمج سوريا في منظومة إقليمية جديدة
بحسب الصحيفة، تهدف الإدارة الأمريكية إلى دمج سوريا في إطار أمني وسياسي أوسع، يبدأ من مشاركتها مجدداً في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وصولاً إلى إعادة تشكيل علاقتها مع إسرائيل.
تأتي هذه التحركات ضمن محاولة واشنطن إعادة تثبيت الاستقرار في سوريا، عبر فتح قنوات جديدة وتحديد خطوط تعاون أمنية تتناسب مع الترتيبات التي صاغتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.
دمشق تضع شروطها
في الجانب السوري، تربط حكومة الرئيس أحمد الشرع أي خطوة تطبيع بإنهاء العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على البلاد، وترى دمشق أن رفع هذه القيود يمثل حجر الأساس لاستعادة الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأجنبية، إلى جانب إطلاق مشاريع إعادة إعمار ضخمة توقفت لسنوات بسبب القيود المالية والخارجية.
زيارة تاريخية إلى واشنطن
تزامنت هذه التحركات مع وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة صباح الأحد، في زيارة رسمية تُعد الأولى لرئيس سوري إلى واشنطن منذ عقود طويلة.
وسبق للشرع أن زار نيويورك الشهر الماضي لحضور اجتماعات الجمعية العامة، حيث دخل التاريخ بوصفه أول رئيس سوري يخاطب الأمم المتحدة منذ عام 1967.
قمة مرتقبة في البيت الأبيض
من المنتظر أن يجتمع ترامب والشرع في البيت الأبيض، في لقاء توصفه الدوائر الدبلوماسية بأنه نقطة تحول كبرى في المسار السياسي السوري.
ورغم التسريبات الواسعة، ما تزال التفاصيل الدقيقة للصفقة طي الكتمان، وتخضع لجولات تفاوض مكثفة بين الوفود الأمريكية والسورية، مع مراقبة حذرة من جانب إسرائيل ودول المنطقة.
