خطة الردع الكبرى.. مصر تبني قوة جوية تقلب موازين الشرق الأوسط

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كشفت مصادر إعلامية أن مصر تشيد بصمت أضخم قوة جوية في أفريقيا والشرق الأوسط، وهي قوة يرى خبراء أنها قد تكون الأشد ردعًا في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصًا تجاه إسرائيل.

وجاء هذا التطور ضمن أضخم عملية تحديث شهدتها القوات المسلحة المصرية في تاريخها الحديث، ليس فقط لأغراض الدفاع، بل لفرض توازن استراتيجي جديد في المنطقة.

البحر الأحمر والمتوسط.. مسرحان لا تنازل عنهما

وفي هذا الإطار، أكد اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أن من حق مصر بناء أسطول قوي بالنظر إلى امتلاكها مسرحين عمليات بحريين حيويين: الأول في البحر المتوسط، والثاني في البحر الأحمر، وكلاهما يتطلب تأمينًا شاملًا بسبب أهميتهما الاستراتيجية والاقتصادية.

وأشار "فرج"، إلى أن البحر الأحمر يمثل خط الدفاع عن قناة السويس، أكبر ممر مائي تجاري في العالم، والتي أصبحت ثاني مصدر للعملة الصعبة في مصر بعد تطويرها، مما يجعل تأمينها ضرورة وطنية لا يمكن التهاون بها.

وتابع "فرج"، أن الأسطول الجنوبي المصري المتمركز في البحر الأحمر يؤدي دورًا رئيسيًا في حماية هذا الممر الحيوي وتأمين حركة التجارة العالمية عبره.

وفي المقابل، يتطلب البحر المتوسط حماية مكثفة لحقول النفط والغاز المصرية، مستشهدًا بما حدث بعد احتلال إسرائيل للبلوك رقم 9 في حقل الغاز اللبناني، حيث كشف الموقف أهمية امتلاك قوة بحرية رادعة قادرة على حماية الموارد.

وفي سياق متصل، قال "فرج": "من حقنا امتلاك قوة قادرة على تأمين كلا الاتجاهين، فالقوة الرادعة هي الضمان الوحيد لمنع أي اعتداء على الموارد الوطنية".

الجيش الجوي المصري يخرج من العباءة الأمريكية

من جهته، أكد أحمد زايد، مؤسس مجموعة "73 مؤرخين"، أن القوات الجوية المصرية تواصل تعزيز قدراتها، وتسعى منذ أكثر من عقد إلى تقليص الفجوة التكنولوجية مع سلاح الجو الإسرائيلي.

وأكد "زايد"، أن هذه الاستراتيجية تظهر بوضوح في صفقات التسلح الكبرى التي أبرمتها القاهرة، مثل شراء طائرات ميغ-29M/M2 بالمعيار المتقدم، وصفقات الرافال الفرنسية، ودراسة إدخال مقاتلات صينية متطورة مثل تشنغدو J-10 أو J-35 الشبحية المنافسة لطائرات F-35 الإسرائيلية.

كما أوضح "زايد"، أن الهدف من هذه الخطوات هو استبدال الطائرات الأمريكية القديمة، خصوصًا مقاتلات إف-16 التي تم توريدها لمصر في ثمانينيات القرن الماضي، بأحدث ما تنتجه الصناعات الدفاعية غير الغربية.

استقلال القرار العسكري المصري

ووجه "زايد"، انتقاد حاد لتصريحات بعض المحللين، مثل إيدي كوهين، الذين يقارنون بين أعداد الطائرات في مصر وإسرائيل، معتبرًا تلك المقارنات "أرقامًا صماء لا تعكس الواقع القتالي"، لأن "الاختلاف يكمن في الجيل والتكنولوجيا وأنظمة الحرب الإلكترونية والذخائر الذكية".

وتابع "زايد"، قائلًا: "من الواضح أن مصر تخرج تدريجيًا من العباءة الأمريكية في مجال القوات الجوية، خاصة بعد التدخلات السياسية المتكررة التي أثرت على إمدادات قطع الغيار والذخائر، إنها مسألة وقت فقط قبل أن يصبح الأسطول الجوي المصري مستقلًا تمامًا عن التبعية الأمريكية".

روسيا اليوم