سباق أمريكي-إسرائيلي لحسم الملف الأخطر في رفح (تفاصيل)

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، اليوم السبت، بإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمارس ضغوطًا على إسرائيل من أجل تحقيق تقدم ملموس في ملف مقاتلي حركة حماس المتواجدين في رفح.

ونقلت "الشبكة"، عن مصدرين إسرائيليين تأكيدهم أن ترحيل مقاتلي حماس إلى دولة ثالثة كان أحد المقترحات الموضوعة على طاولة النقاش.

واشنطن تريد الانتقال للمرحلة التالية

وأشارت "الشبكة"، إلى أن الولايات المتحدة تسعى للتحرك نحو المرحلة التالية، معتبرة أن حسم ملف مقاتلي حماس في رفح أصبح ضرورة ملحة في هذه المرحلة.

وفي سياق متصل، كشفت القناة 12 العبرية، أمس الجمعة، عن أن الجيش الإسرائيلي يلاحق مقاتلين تابعين للحركة في منطقة رفح، مشيرة إلى أن العمليات تجري داخل الأنفاق وفوقها بهدف الوصول إليهم.

وتابعت "القناة"، أن رئيس الأركان الإسرائيلي شدد على القوات المنتشرة في رفح ضرورة مواصلة تدمير الأنفاق وتطهير المنطقة من المسلحين.

وبحسب تقديرات الجيش التي أوردتها القناة، فإن جزءًا من المسلحين قد قتلوا خلال الاشتباكات أو أثناء عمليات تدمير الأنفاق.

اشتباكات خلف "الخط الأصفر"

ومن جهته، ادعى الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء الماضي أنه أطلق النار على أربعة مسلحين فلسطينيين في المنطقة التي يسيطر عليها خلف "الخط الأصفر" جنوبي قطاع غزة.

كما تشير تقارير عبرية إلى أن نحو 200 مقاتل من حماس عالقون داخل أحد الأنفاق في رفح، بينما ترفض تل أبيب حتى الآن الاستجابة لمطالب الحركة والوسطاء بالسماح بمرور آمن لهم نحو مناطق سيطرة حماس.

أحداث فجرت القضية

والجدير بالإشارة أن أزمة المقاتلين في رفح تعود إلى حادثين أمنيين وقعا بعد اتفاق وقف إطلاق النار، الأول بتاريخ 19 أكتوبر والثاني في 28 من الشهر ذاته، حيث ادعت إسرائيل وقوع اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين واتهام حماس بخرق الاتفاق.

لكن كتائب القسام قالت إن الاتصال مقطوع مع عناصرها المتبقين في رفح منذ استئناف الحرب في مارس الماضي.

اتهامات متبادلة

وكان تقرير بثته قناة "القاهرة الإخبارية" قد أشار إلى أن إسرائيل تحاول استغلال الأزمة لعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار.

كما ذكر الجيش الإسرائيلي أن قوة تابعة له كانت تعمل على تدمير مسارات أنفاق في رفح ورصدت أربعة مسلحين، لتقوم بإطلاق النار عليهم دون وقوع إصابات في صفوف قواته.

عمليات تمشيط مكثفة

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن الجيش لم يرصد إصابات بصفوف المسلحين الفلسطينيين الذين زعم إطلاق النار عليهم، مضيفة أن قوات الجيش تجري عمليات تمشيط في المنطقة باستخدام طائرات مسيرة، وتتحقق من احتمال خروج المسلحين من أحد الأنفاق التي كانوا محاصرين داخلها.

مواقف إسرائيلية متشددة

ونفت مصادر قريبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقديم أي التزامات لواشنطن بخصوص مقاتلي حماس العالقين في رفح.

ولفتت تقارير إسرائيلية إلى أن ملف المقاتلين طُرح خلال اجتماع بين نتنياهو والمبعوث الأمريكي جاريد كوشنر في القدس الغربية قبل أيام.

لا استسلام

ما يناشد مسؤولون إسرائيليون باستسلام المقاتلين ونقلهم إلى إسرائيل للتحقيق، أو قتلهم في حال رفضوا الاستسلام.

فيما أكدت كتائب القسام أنها ترفض مبدأ الاستسلام، محملة إسرائيل المسؤولية عن أي اشتباك قد يطرأ مع عناصرها في المنطقة.

وعلى مدار عامين منذ 8 أكتوبر 2023، ارتكبت إسرائيل مدعومة بالولايات المتحدة إبادة جماعية في قطاع غزة، الذي يقطنه نحو 2.4 مليون فلسطيني.

والجدير بالذكر أن الحرب الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد أكثر من 69 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 170 ألفًا، معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب تدمير 90% من البنية التحتية المدنية في القطاع.

سي إن إن