أفادت مصادر فلسطينية في لبنان، أن الغارة الإسرائيلية التي ضربت مخيم عين الحلوة ليلة الأربعاء تركزت على ملعب يقع في حي حطين داخل المخيم، لتُنهي بذلك مزاعم وجود قيادات فلسطينية في الموقع المستهدف. وأكدت المصادر، أن المكان لم يكن يضم أي قادة فصائل، وأن الضربة جاءت في منطقة مأهولة بالسكان تستخدم كمرفق مدني.
كما كشفت المصادر أن القيادي البارز في حركة فتح وكتائب شهداء الأقصى، اللواء منير المقدح، أحد أبرز الوجوه الأمنية في المخيم، لم يكن ضمن دائرة الاستهداف، رغم تداول تقارير إسرائيلية رجّحت وجوده في الموقع وقت القصف.
ضحايا بالعشرات
أسفر القصف عن مقتل 13 شخصًا في حصيلة أولية مرشّحة للارتفاع، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى، مما يجعل هذه الضربة الأكثر دموية منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في نوفمبر الماضي.
ووفقًا للمصادر، فإن الصاروخ الإسرائيلي أصاب بشكل مباشر ملعب الشهيد محمد طه المقابل لمسجد خالد بن الوليد، وهو موقع يرتاده المدنيون، ما يفسر ارتفاع عدد الضحايا.
استهداف ممنهج للمقدح وعائلته عبر السنوات
أعاد الهجوم إلى الواجهة سجل المحاولات الإسرائيلية لاستهداف اللواء منير المقدح. فقد سبق لإسرائيل أن حاولت اغتياله في أكثر من مرة، كما اغتالت نجله حسن بعد قصف منزله داخل المخيم في أكتوبر من العام الماضي.
وقبل ذلك بعدة أشهر، اغتالت إسرائيل شقيقه خليل، القيادي في كتائب شهداء الأقصى، في عملية استهداف طالت منزله قرب المخيم في أغسطس الماضي، وتؤكد هذه السلسلة من العمليات أن المقدح لا يزال ضمن قائمة الأهداف الإسرائيلية، رغم نفي وجوده في موقع الغارة الأخيرة.
ردود فلسطينية
سارعت فصائل فلسطينية في لبنان للرد على الرواية الإسرائيلية، وعلى رأسها حركة حماس، التي أكدت أن ادعاءات الاحتلال بأن الموقع المستهدف يتبع لها أو يستخدم كمركز تدريب هي "مجرد افتراء"، مؤكدة عدم وجود أي منشآت عسكرية داخل المخيمات.
من جهتها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن الجيش الإسرائيلي يحاول تغليف جرائمه بذرائع مكررة، مشيرة إلى أن الضربة استهدفت مناطق مدنية مكتظة بالسكان داخل مخيم يعتبر من أكثر المخيمات الفلسطينية ازدحامًا في لبنان.
