محاكمة سارة خليفة.. تفاصيل جديدة في أكبر قضايا تصنيع المخدرات المُخلَّقة في مصر

ملخص قصة سارة خليفة

في واحدة من أخطر قضايا المخدرات المُخلَّقة في مصر، تتواصل محاكمة المذيعة والمنتجة سارة خليفة و27 متهمًا آخر أمام محكمة جنايات القاهرة، وسط جلسات مشحونة بين الدفاع وضباط التحريات. التحقيقات تكشف عن شبكة ضخمة قُدرت مضبوطاتُها بـ 1.2 مليار جنيه، بينما تصر سارة من داخل القفص على براءتها، مؤكدة أنها "مظلومة" وأن اسمها "زُجّ به ظلمًا" في القضية، فيما تتمسك النيابة بتحريات موسّعة وأدلة رقمية واعترافات تربط المتهمين بتصنيع وترويج المواد المخدرة داخل معامل سرية.

استكمال جلسات محاكمة "شبكة المخدرات الكبرى"

تستكمل اليوم محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس جلسات محاكمة المذيعة والمنتجة سارة خليفة و27 متهمًا آخر، في القضية التي تُعرف إعلاميًا باسم "قضية المخدرات الكبرى"، وهي واحدة من أوسع القضايا التي شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة، نظرًا لضخامة المضبوطات وتشابك الأدوار بين المتهمين.

وبحسب قرار الإحالة، تواجه المتهمة الرئيسية عدة اتهامات، أبرزها:

• تكوين عصابة إجرامية منظمة.

• جلب المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع المخدرات المُخلَّقة.

• إدارة معامل غير مشروعة داخل شقق سكنية.

• الاتجار بالمواد المخدرة وحيازة أسلحة نارية وذخائر بدون ترخيص.

جلسة مشحونة.. وتمسك ضابط التحريات بأقواله

شهدت الجلسة الماضية أجواء ساخنة، بعدما عرض دفاع سارة خليفة صورًا فوتوغرافية أمام ضابط التحريات لإعادة تقييم موقف موكلته، إلا أن الضابط رفض النظر فيها أو مناقشة محتواها، مؤكدًا تمسكه بما ورد في محضر التحريات أمام النيابة العامة.

وخلال الاستماع للشهود، سأل دفاع المتهمة المحقق عن كيفية حصوله على المعلومات التي قادت إلى ضبط الشبكة، خاصة أن مصدره “سري”، ليرد الشاهد بأنه غير مُلزم بالكشف عن تفاصيل تتعلق بسياسات وزارة الداخلية أو سجلات المصادر السرية.

كما انسحبت محامية أحد المتهمين من الجلسة بعد خلاف حاد مع ضابط التحريات، فيما أثبتت المحكمة الواقعة في محضر الجلسة.

سارة خليفة تبكي داخل القفص: "أنا مظلومة ومعملتشي حاجة"

سمحت المحكمة للمتهمة بالكلام، لتظهر منهارة وهي تخاطب القاضي قائلة:
"أنا مظلومة.. ولا عمري شربت سيجارة ولا شوفت مخدرات. عندي شغل بيجيب فلوس كتير مش محتاجة فلوس حرام".

وأضافت مؤكدة أنها لا تعرف ضابط التحريات وأن اسمها "أُقحم" في القضية دون دليل مباشر، مطالبة بتمكينها من الدفاع عن نفسها.

وكشفت النيابة العامة خلال الجلسة أنها استخدمت الطب الشرعي لفحص ادعاءات المتهمة بتعرضها لاعتداء أثناء عملية الضبط، تنفيذًا لطلبات الدفاع.

خلفية القضية.. بلاغ سري يتحول إلى أكبر ضربة أمنية

بدأت القضية قبل شهور عندما تلقت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات معلومات سرية عن وجود شبكة منظمة تعمل على جلب المواد الأولية لتصنيع المخدرات المُخلَّقة من الخارج، وتحويل شقق سكنية إلى معامل كاملة التجهيز.

وبحسب التحريات، أسفرت حملة أمنية موسّعة عن ضبط:

• أكثر من 750 كيلوجرامًا من المواد المخدرة والمواد الخام.

• معامل تصنيع داخل القاهرة الجديدة والعجوزة ومدينة نصر.

• ملايين الجنيهات ومبالغ بالدولار والدرهم والريال.

• سيارات فارهة، مشغولات ذهبية، وأسلحة غير مرخصة.

وقدرت الداخلية القيمة المالية للمضبوطات بما يتجاوز 1.2 مليار جنيه، ما جعل القضية تُصنف ضمن أكبر شبكات تصنيع وترويج المخدرات المُخلَّقة في البلاد.

التفاصيل الكاملة عن قضية سارة خليفة

من هي سارة خليفة؟ وما طبيعة نشاطها ؟

وُلدت سارة خليفة في 29 مارس 1994 بالقاهرة، وبدأت مسيرتها الإعلامية عبر قنوات ART قبل أن تنتقل إلى قنوات أخرى وقدمت مجموعة من البرامج الفنية والترفيهية.
كما أسست مشاريع تجارية في مصر وخارجها، ووسعّت نشاطها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما جعلها من أبرز الوجوه الشابة في مجالات التسويق الرقمي.

وفي عام 2016، كشفت خلال مداخلة تلفزيونية أنها كانت متزوجة سرًا من لاعب كرة القدم محمود كهربا لمدة ستة أشهر فقط.

قرار الإحالة يكشف أدلة رقمية وتسجيلات ومحادثات

أصدرت النيابة العامة قرار الإحالة في يوليو الماضي بناءً على ما جمعته من أدلة واسعة، شملت:

• شهادات 20 شاهدًا.

• تسجيلات صوتية وصور ومقاطع فيديو.

• محادثات رقمية بين بعض المتهمين.

• تقارير فنية وكيميائية تُظهر نوعية المواد المضبوطة.

وتشير التحقيقات إلى أن الشبكة كانت تعمل عبر عدة مستويات، بين التمويل، وجلب المواد الخام، وتصنيعها، وتوزيعها.

جلسة اليوم.. الدفاع يسعى لإسقاط الاتهامات وتفكيك التحريات

في جلسة اليوم، يتجه الدفاع لتقديم دفوع إضافية، منها:

• استدعاء ضباط من المشاركين في عملية الضبط.

• طلب شهادة من دولة الإمارات عن نشاط سارة التجاري هناك.

• الحصول على بيانات النطاق الجغرافي لهاتف المتهمة عبر شركات الاتصالات.

• مراجعة مدى قانونية إجراءات التحريات والضبط والتفتيش.

ومن المتوقع أن تستعرض المحكمة أجزاء من ملف القضية الضخم، الذي يتضمن محاضر ضبط داخل الشقق والمعامل، ودور كل متهم في الجلب أو التصنيع أو التمويل.

قضية تتصدر اهتمام الرأي العام

بين انهيار سارة داخل القفص، وتمسكها ببراءتها، وبين الأدلة الرقمية الضخمة والتحريات التي تتحدث عن شبكة تُقدَّر أرباحها بالمليارات، تستمر القضية في جذب اهتمام واسع وسط تساؤلات حول مسار المحاكمة وما قد تكشفه الجلسات المقبلة.

وتبقى قضية سارة خليفة واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا في عام 2025، لما تحمله من تفاصيل درامية، وأدوار متشابكة، وتحقيقات امتدت أشهرًا داخل واحدة من أكبر قضايا تصنيع المخدرات في مصر.