كشفت وحدة "ياخال لاهف" 433 وجهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي، في بيان مشترك صدر الأربعاء، تفكيك شبكة لتهريب الأسلحة تورط فيها سكان من شمال البلاد، بينهم جنود نظاميون واحتياط.
عملية مشتركة واعتقالات واسعة
وجاء ذلك في إطار عملية مشتركة للقوات الأمنية، جرى خلال الشهر الماضي اعتقال عدد من سكان الشمال، بينهم خمسة جنود نظاميون واحتياط، إلى جانب مدنيين سوريين، للاشتباه بتورطهم في تهريب أسلحة متنوعة من سوريا إلى داخل إسرائيل.
وأفادت التحقيقات بأن نشاط شبكة تهريب تعمل انطلاقًا من قرية حضر السورية قرب الحدود مع مرتفعات الجولان، حيث نفذت عمليات متعددة لتهريب الأسلحة خلال الفترة الماضية.
جنود ينقلون الأسلحة عبر الحدود
وبحسب ما جاء في البيان، فقد تبين أن خمسة جنود إسرائيليين استغلوا مهامهم العسكرية لعبور الحدود وإدخال أسلحة مختلفة إلى داخل إسرائيل، قبل نقلها إلى عناصر إجرامية في منطقة الشمال.
كما شدد البيان اعتقال 13 مشتبهًا في القضية، بينهم ستة جنود دروز من الخدمة النظامية والاحتياط، يشتبه في ضلوعهم في عمليات التهريب، إضافة إلى أربعة مواطنين دروز إسرائيليين شاركوا في شراء الأسلحة، وثلاثة سوريين تولوا بيعها.
مداهمة في سوريا ومخابئ ضخمة
والجدير بالإشارة أن اعتقال السوريين الثلاثة جاء خلال مداهمة نفذها الجيش الإسرائيلي والشاباك، بتوجيه من وحدة "ياخبال" التابعة للاهف 433، داخل قرية حضر.
وخلال العملية فتشت القوات الإسرائيلية منازل هناك، وعثرت على مخابئ واسعة للأسلحة مخفية داخل مستودعات.
ترسانة مهربة ومواد متفجرة
كما كشفت المعلومات الاستخبارية أن الشبكة كانت تستعد لتهريب كمية كبيرة من الأسلحة النوعية قبل اعتقال أفرادها بأيام، وتشمل:
- مواد متفجرة
- صواريخ RPG
- بنادق هجومية
- ذخائر متنوعة
وفي سياق متصل، أشار مصدر مطلع على التحقيق إلى أن الجنود المتورطين — وهم من الاحتياط والنظاميين — نفذوا عمليات التهريب مستغلين مهامهم التي شملت صيانة قواعد عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي السورية، حيث استخدموا مركبات عسكرية لنقل الأسلحة.

شبكة إجرامية لا إرهابية
وكشفت التحقيقات أنه لا توجد مؤشرات على أن الأسلحة كانت موجهة لمنظمات إرهابية، بل كانت مخصصة لشبكات إجرامية داخل إسرائيل.
وإلى ذلك، ظهرت خيوط ارتباط بالتجار السوريين خلال أحداث أبريل الماضي، حين دخل مئات الدروز إلى الجانب السوري لمساعدة أهالي السويداء، ما أتاح لاحقًا بناء علاقات تحولت إلى نشاط تهريب واسع.
علاقات تتطور إلى تجارة أسلحة
كما تشير الأدلة إلى أن الأسلحة كانت موجهة إلى رامي أبو شاه (49 عامًا) من شفاعمرو، المرتبط بـ رواد البصير (25 عامًا) من سوريا، المتورط في تجارة أسلحة كبيرة.

وبحسب التحقيق، بدأت العلاقة بين الطرفين كتنسيق إنساني ومساعدات للدروز، ثم تطورت إلى بيع وتهريب أسلحة باتجاه إسرائيل.
قضية استثنائية بتعاون أمني واسع
ووصفت الجهات الأمنية الإسرائيلية القضية بأنها "استثنائية وذات حساسية كبيرة"، مشيدة بالتعاون بين لاهف 433 والجيش والشاباك، الذي أسهم في إحباط نشاط "خطير" على الحدود السورية.
كما تستعد النيابة لتقديم لوائح اتهام خطيرة ضد جميع المعتقلين، بمن فيهم السوريون الثلاثة والأربعة من المواطنين الإسرائيليين، أمام محكمة الناصرة المركزية، إضافة إلى لوائح اتهام ضد الجنود الستة من النظاميين والاحتياط.
