شهد قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة واحدة من أعنف موجات التصعيد منذ إعلان وقف إطلاق النار قبل أربعين يومًا، بعدما نفذ جيش الاحتلال سلسلة هجمات جوية ومدفعية أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات المواطنين، في خرق واضح للاتفاق، وأفادت مصادر محلية أن ما يقارب ثلاثين فلسطينيًا ارتقوا خلال 24 ساعة بينما أصيب العشرات بجراح متفاوتة وسط حالة من الغضب والاستنكار الشعبي والدولي.
خان يونس في قلب النار
كانت محافظة خان يونس الأكثر تضررًا، حيث سجلت استشهاد ستة عشر مواطنًا خلال الهجمات المتلاحقة، ونقل مراسل معًا عن الدفاع المدني أن قصف منزلين في بلدة بني سهيلا أسفر عن استشهاد محمد صبري أبو سبت، إيلول علي صبري أبو سبت، والطفلة روزان محمد صبري أبو سبت.
كما أصيب ستة من عائلة أبو سبت وسبعة من عائلة أبو سهمود، في مشهد يعكس حجم المأساة التي تعيشها العائلات الفلسطينية.
وفي وقت لاحق، أعلن مستشفى ناصر وصول 13 شهيدًا جرّاء قصف جوي استهدف تجمعًا للمواطنين على ساحل المدينة، بينهم سبعة شهداء سقطوا في ضربة واحدة.
كما استهدف الاحتلال خيمة للنازحين في حي البراق بمعسكر خان يونس، ما أدى لاستشهاد أربعة مواطنين وإصابة ثمانية.
استمرار جرائم الاحتلال
خلال ساعات المساء، ارتقى شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في منطقة كيزان النجار جنوب خان يونس، في حين تواصلت الهجمات داخل مدينة غزة نفسها، وفي حي الزيتون، ارتفع عدد شهداء قصف مبنى الأوقاف إلى عشرة شهداء، معظمهم من النازحين الذين احتموا بالمكان، ومن بين الضحايا أب وأطفاله من عائلة عزام، ما أضاف لمشهد المأساة أبعادًا إنسانية موجعة.
وفي حي الشجاعية شرق غزة، استشهدت سيدة وأصيب آخر من عائلة الصواف بعد أن ألقت طائرة مسيّرة إسرائيلية قنبلة على منزلهم قرب سوق البسطات، وفي المنطقة نفسها، استشهد مواطنان آخران في قصف استهدف مجموعة من الأهالي عند مفترق الشجاعية.
ادعاءات إسرائيلية باغتيال قائد بـ"كتائب القسام"
وزعم جيش الاحتلال أنه تمكن من اغتيال أبو حسان أسليم، قائد كتيبة الزيتون التابعة لكتائب القسام، خلال غاراته الأخيرة على غزة، دون تقديم أدلة واضحة، وسط تأكيدات محلية بأن القصف استهدف مناطق مكتظة بالمواطنين.
كما قامت قوات الاحتلال فجر الخميس بـ نسف عدة منازل سكنية شرق مدينة غزة، مما أدى لتوسيع نطاق الدمار وتشريد مزيد من العائلات.
