في حدث قلما يرى، قرر شاب جزائري وعروسه أن يجعلوا يوم زفافهم مناسبة مختلفة تمامًا، ليست مليئة بالبهرجة والاحتفالات التقليدية، بل فرصة لتقديم العون للفقراء والمحتاجين، أسامة محرز، صانع محتوى معروف على منصة "إنستغرام" بعدد متابعين تجاوز 500 ألف متابع، وزوجته، اختارا تحويل يوم فرحهما إلى عمل إنساني يترك أثرًا حقيقيًا في المجتمع.
الطعام بدلاً من القاعة الفاخرة
بدل إقامة حفل زفاف تقليدي بمظاهر باهظة، ارتدى العروسان ملابس الزفاف وتوجها مع أصدقائهما إلى شوارع المدينة لتوزيع وجبات غذائية على المحتاجين، ووثق أسامة لحظة توزيع الطعام في مقطع فيديو نال اهتمامًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أظهر الزوجان وهما يقدمان وجبات ساخنة للمحتاجين، مبتسمين، في لحظة صافية من الإنسانية والبساطة.
وعلق العريس على هذه المبادرة قائلاً: "عرسي كان بسيط كما أحببت أن يكون: عشاء صغير بين العائلتين، بلا بهرجة وبلا مظاهر، أردت أن تكون أول ليلة في حياتي الزوجية صدقة وبركة، وأن أترك بصمتي كصانع محتوى خيري، لهذا قررنا أنا وزوجتي أن نشارك فرحتنا مع إخوتنا الذين ينامون في الشوارع."
الإعجاب والجدل
أثارت هذه المبادرة تفاعلًا واسعًا بين النشطاء، حيث أشاد العديد منهم بالروح الإنسانية للزوجين، معتبرين أن هذا الشكل من العطاء هو "الزواج الحقيقي"، وكتبت إحدى المتابعات: "لقد ذكرتنا بأن السعادة الحقيقية تكمن في البساطة والعطاء"، وعلق آخر: "هذه هي الروح الحقيقية للزواج، بعيدًا عن المظاهر والمبالغات".
وفي المقابل، أعرب بعض الناشطين عن تحفظهم، معتبرين أن الأعراس التقليدية ليست مجرد مظاهر، بل تمثل فرصة مهمة لتقوية الروابط الأسرية وجمع الشمل بين الأقارب والأصدقاء.
العطاء قبل البهرجة
تأتي هذه الخطوة الإنسانية من العروسين كرسالة واضحة عن قيمة التضامن الاجتماعي والعطاء. فقد اختارا استثمار ميزانية حفل الزفاف في عمل يخدم المحتاجين بدلًا من البهرجة، ما ألهم الكثيرين وأشعل نقاشًا حول أشكال الاحتفال والزواج في العصر الحديث.
وقد تحول هذا الزفاف إلى مثال يُحتذى به، يعكس قدرة الأفراد على تحويل يوم شخصي إلى مناسبة عامة للخير، وتذكير المجتمع بأن السعادة لا تقاس بالمظاهر، بل بما نقدمه للآخرين من حب ومساعدة.
