كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن أن القاعدة العسكرية الأمريكية في إسرائيل تشهد اجتماعات يومية مكثفة تشارك فيها وفود عسكرية وسياسية من 21 دولة، بهدف رسم ملامح القوة متعددة الجنسيات التي سوف تتولى مهام مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الاجتماعات تعقد في الطابق الثالث من مقر قيادة التنسيق الأمريكي، حيث يعمل 6 طواقم مختلفة على إعداد رؤية شاملة تحدد مستقبل القطاع، من شكل القوة، إلى صلاحياتها، وصولاً إلى طبيعة تفويضها.
رفض دولي واضح
تؤكد يديعوت أن الدول المشاركة في الاجتماعات متفقة بشكل قاطع على رفض إنشاء قوة مشابهة لـ"يونيفيل" المنتشرة في جنوب لبنان، والتي تتهم بالضعف وعدم القدرة على فرض أي قيود على حزب الله.
وتشير التقديرات إلى أن الدول تريد قوة أكثر صرامة وفعالية، قادرة على تنفيذ مهام حساسة مثل نزع سلاح حركة حماس، وتفكيك بنيتها العسكرية، ومنع إعادة بناء قدراتها القتالية.
وفي موازاة ذلك، توصلت النقاشات إلى أن الحكم الفلسطيني المحلي داخل غزة بات أمراً لا مفر منه من وجهة نظر إسرائيل، في ظل استحالة إدارة القطاع بصورة مباشرة لمدى طويل.
التخوف من فشل وقف النار
وتضيف الصحيفة أن الحاضرين في الاجتماعات، رغم حماستهم للعمل، ينتظرون قراراً سياسياً من خارج مقر “كريات غات”، ويجمعون على فكرة واحدة: "إذا فشلت خطة وقف إطلاق النار، فإن المستفيد الأول سيكون حركة حماس، لأن غياب قوة يتفق عليها سيُبقي القطاع في حالة فراغ أمني خطير".
وترى التقديرات الإسرائيلية أن انتشار القوة الدولية داخل غزة سوف يحتاج عدة أشهر، وأن الولايات المتحدة لن تستطيع تنفيذ الاتفاق مع حماس دون نشر القوة فعلياً.
نقاشات حساسة
وتكشف يديعوت أن مسؤولين قانونيين من الأمم المتحدة يناقشون مع القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) الإطار القانوني الذي ستعمل ضمنه القوة، بينما تبحث الطواقم الستة عن:
- مواقع انتشار القوة داخل القطاع.
- نوعية الأسلحة المسموح للقوات حملها.
- مستوى التفويض والصلاحيات.
- آلية الاتصال بين الوحدات المختلفة.
- خطة وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
كما تتضمن المهام المقترحة للقوة:
- تحديد مواقع شبكة أنفاق حماس المتبقية.
- تدمير الأنفاق عبر معدات هندسية متخصصة.
- جمع الأسلحة من الفصائل طوعاً أو بالقوة.
- تأمين المناطق المدنية لمنع عودة المواجهات.
بل وتناقش الاجتماعات حتى اسم القوة الجديدة، ولون زيّ جنودها، وشكل الشارات الرسمية.
مقر القوة داخل غزة
وتشير الصحيفة إلى أن التحضيرات تتجه نحو إنشاء مقر القيادة الرئيسي داخل مدينة غزة نفسها، رغم تردد بعض الدول المشاركة التي تخشى على سلامة جنودها، وترفض إسرائيل بشكل قاطع إقامة المقر داخل أراضيها، متمسكة بأن القوة يجب أن تكون داخل القطاع لتتمكن من فرض مهامها ونطاق عملها.
وتوضح الصحيفة أن الدول المشاركة، وخاصة الأوروبية، ما زالت تنتظر ضمانات محددة قبل الالتزام النهائي بنشر قواتها.
اهتمامات متباينة بين الدول المشاركة
وتعرض الصحيفة تباينات واضحة بين الدول المشاركة في رؤية المهام الأساسية للقوة:
- إيطاليا وبريطانيا: تركيز كبير على تدمير أنفاق حماس وخفض التهديد العسكري.
- أستراليا: تميل إلى دعم الموقف البريطاني–الإيطالي.
- المجر والدنمارك: تفضل التركيز على المساعدات الإنسانية وتسهيل دخول الإغاثة.
هذا التنوع في الأولويات يعكس حجم التعقيد المتوقع خلال عمل القوة على الأرض.
