شهدت مختلف المناطق الفلسطينية ليلة حافلة بأحوال جوية استثنائية، حيث لمع البرق وانطلقت العواصف الرعدية بعشرات الآلاف عبر السماء منذ ساعات الليل المتأخرة، وبدأت العاصفة من السواحل، ثم تقدمت تدريجيًا نحو المناطق الداخلية، لتشتد قوتها بشكل ملحوظ مع ساعات الفجر.
ترافقت الحالة الجوية بأمطار غزيرة ضربت مناطق متفرقة في الشمال والوسط، ورافقها تساقط لحبات البَرَد ورياح قوية زادت من حدة العاصفة.
هطولات مطرية قياسية
أظهرت بيانات محطات الرصد الجوي أن بعض المناطق تعرضت لهطولات مطرية غير مسبوقة، وصلت إلى 75 ملم خلال بضع ساعات فقط، وهو رقم كبير بالنسبة لزمن قصير، وأدت هذه الكمية الضخمة إلى انجرافات واسعة في عدة أودية وشوارع، فيما تشكلت فيضانات محلية في أكثر من منطقة بالضفة الغربية والداخل المحتل، مما تسبب في تعطّل حركة السير وصعوبة التنقل.

انهيار بجدار الفصل وانزلاقات صخرية تغلق الطرق
في غرب مدينة دورا جنوب الخليل، أسفرت الأمطار المتواصلة عن انهيار جزء من جدار الفصل العنصري، في مشهد يعكس شدة الضغط المائي على البنية التحتية.
كما شهدت مناطق شرقية وجنوبية أخرى انزلاقات صخرية أغلقت طرقًا رئيسية وفرعية، وأجبرت السائقين على البحث عن طرق بديلة وسط ظروف جوية صعبة.

هطولات كثيفة في النقب
ومع ساعات الصباح الباكر، امتدت موجة الأمطار الغزيرة إلى النقب ومحيطه، بما في ذلك رامات النقب وبئر السبع، وجاءت كميات الهطول في المناطق الجنوبية على النحو الآتي:
- تسومت النقب: نحو 35 ملم
- بئر السبع: حوالي 28 ملم
- أزور نيفاتيم: قرابة 25 ملم
- متسبيه رامون: نحو 18 ملم
- يتسبيتا: حوالي 6 ملم
- فاران: 1.5 ملم فقط
هذه الأرقام توضح انتشار الحالة الجوية واتساع رقعتها وتأثيرها على كامل جنوب فلسطين.
توقعات الراصد الجوي
أوضح الراصد الجوي داوود طروة، أن المنخفض الجوي سيبدأ بالتراجع بشكل تدريجي خلال الساعات القادمة، متوقعًا انتهاءه قبيل ساعات المساء، ومع ذلك، تبقى الفرصة قائمة لتساقط أمطار متفرقة قد تكون غزيرة في بعض الأحيان، وسط مخاوف من استمرار تشكل الفيضانات في المناطق المنخفضة والأودية.
