تحركت الطواقم الطبية والتربوية في الجزائر بعد تحذيرات أطلقتها سلطات محلية بشأن مخدر جديد يعرف باسم "مخدر الأعصاب"، يستعمل من قبل المغتصبين بفضل خصائصه الشكلية التي تخفي آثاره تماماً.
تعليمات عاجلة من ولاية غرداية
وفي هذا الإطار، أصدرت مصالح ولاية غرداية تعليمة تدعو فيها قطاع التربية إلى توخي الحذر من هذا المخدر، الذي يأتي في شكل مادة سائلة بلا لون أو رائحة، ويمكن خلطه بسهولة بالمشروبات لاستغلاله في اغتصاب الفتيات.
وأشارت "التعليمة"، إلى أن هذه المادة تعد من أقوى المواد المخدرة للجهاز العصبي، وتمتلك القدرة على شل الحركة تماماً وجعل الضحية عاجزة عن المقاومة أو حتى تذكر ما حدث.

أعراض صادمة
وأوضحت "التعليمة"، أن مادة غاما هيدرو بوتيرات تسبب:
- إثارة جنسية
- صداعاً
- هلوسة
- دوخة
- ارتباكاً
- غثياناً
- تقيؤاً
- إسهالاً
- خدر الساقين
- مشكلات في الرؤية
- تغيرات في نبضات القلب
- اضطرابات عقلية
- نوبات صرع
- فقدان الذاكرة
ولفتت "التعليمة"، إلى أن لهذا المخدر جرعتين: عبر الفم وعبر الوريد.
حملات توعوية عاجلة
كما دعت السلطات إلى تنظيم حملات توعوية مكثفة وتقديم دروس وإرشادات داخل المؤسسات التعليمية لشرح مخاطر هذا المخدر العصبي الخطير.

"سلاح بيولوجي" بيد المجرمين
وفي السياق ذاته، قال المختص في الصحة العمومية محمد كواش، إن الانتشار المتزايد لمواد سامة تستهدف الجهاز العصبي يمثل خطراً بالغاً بسبب شفافيتها وقلة استخدامها الطبية عالمياً.
وأوضح "كواش"، أنها تستغل بشكل عشوائي عن طريق الوريد أو خلطها بالمشروبات، مسببة اضطرابات عصبية ونفسية، وغثياناً، وفقداناً للتوازن، ونوبات ضحك هستيرية، وقد تؤدي بجرعات كبيرة إلى فقدان الوعي أو الدخول في غيبوبة.
استغلال إجرامي واسع
كما شدد "كواش"، على أن المادة يروج لها لأغراض إجرامية، أبرزها الاغتصاب والسرقة، محذراً من قبول أي مشروب من أشخاص مجهولين، لأنها تفقد الضحية القدرة على الوعي تماماً.
وتابع "كواش"، أن ما يجري هو جزء من "سياسة منهجية للإجرام البيولوجي والحروب البيولوجية" وتخريب المجتمعات.
تحذير من جمعيات محلية
ومن جهته، أكد رئيس الجمعية الشبانية "الوفاء" رزقي بن سماعيل أن الخطر شديد للغاية، ويمس الشباب والأطفال والمراهقين والفتيات على حد سواء.
ولفت "بن سماعيل"، إلى أن أنواع المخدرات أصبحت بالمئات وبأشكال وألوان متعددة، ما يجعل التعرف عليها أكثر صعوبة.
أوضح "بن سماعيل"، أن السلطات تعمل على توعية الأطفال داخل المدارس بمراحلها المختلفة، ثم توعية الأولياء والمراهقين في الأماكن العامة كالنوادي الرياضية والملاعب.
كما شددت السلطات الأمنية الرقابة على المتربصين بالشباب، بالتوازي مع دور توعوي مكثف، ثم يأتي دور العدالة التي شددت العقوبات على مروجي المخدرات.
