غضب أمريكي وضغوط متصاعدة.. تعقيدات جديدة تعرقل إعادة إعمار غزة وسط اتهامات متبادلة بين تل أبيب وحماس

غزة
غزة

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن القيادة الإسرائيلية تدرس للمرة الأولى فتح ملف إعادة إعمار قطاع غزة، لكنها ربطت ذلك بشرط واحد تعتبره غير قابل للتفاوض وهو استعادة جثتيْ المخطوفين المتبقيين لدى الفصائل الفلسطينية.

وترى تل أبيب أن الانتقال لأي مرحلة سياسية أو تنفيذ خطوات ميدانية جديدة داخل القطاع لن يكون ممكنًا قبل استعادة الجثتين، معتبرة هذا الملف "مفتاحًا" لأي تحول قادم.

واشنطن تفقد صبرها تجاه تباطؤ إسرائيل

أشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية بدأت تظهر علامات تململ واضحة من بطء إسرائيل في تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب الخاصة بغزة.

وترجح التقديرات أن الفترة المقبلة ستشهد ضغوطًا أمريكية أكبر لدفع الحكومة الإسرائيلية إلى تسريع خطواتها، خاصة في ظل رغبة واشنطن في استكمال خارطة الطريق المرسومة منذ بداية الأزمة.

يعكس هذا التوتر خلافًا متصاعدًا بين الحليفين بشأن إدارة الوضع في غزة ومستقبل الترتيبات الأمنية والسياسية.

تعثر في تشكيل قوة الاستقرار الدولية

ورغم الحديث المستمر عن نية نشر "قوة الاستقرار الدولية" في قطاع غزة، نفت الصحيفة وجود أي تقدم فعلي في هذا الملف.

حتى اللحظة، لا موعد محدد لوصول الجنود، ولا توجد مؤشرات على جاهزية القوة أو استكمال التفاهمات الدولية الخاصة بتشكيلها، ما يعكس حالة من الارتباك وعدم الوضوح حول دورها المرتقب ومهامها الحقيقية داخل القطاع.

حماس تتهم إسرائيل بخرق الاتفاق

من جانبها، وجهت حركة حماس اتهامات شديدة اللهجة للجيش الإسرائيلي، معتبرة أن ملاحقة مقاتلين محاصرين داخل الأنفاق في مدينة رفح تمثل "جريمة وحشية" و"انتهاكًا صارخًا" لاتفاق وقف إطلاق النار.

وأكدت الحركة في بيان رسمي أن هذه العمليات العسكرية تشكل محاولة متعمدة لـ تقويض الاتفاق وإفشاله، خاصة أنها جاءت في وقت تقول فيه حماس إنها قدمت مبادرات لحل قضية عناصرها المحاصرين.

جهود مع الوسطاء

وأشارت الحركة إلى أنها عملت خلال الشهر الماضي بالتنسيق مع وسطاء وجهات سياسية، من بينها الإدارة الأمريكية باعتبارها أحد الضامنين للاتفاق، على طرح حلول عملية لملف المقاتلين.

وأوضحت أنها قدمت "مقترحات وآليات محددة" لضمان عودة العناصر المحاصرين إلى منازلهم، غير أن إسرائيل تجاهلت هذه الجهود ومضت في سياسة "القتل والملاحقة والاعتقال"، وهو ما وصفته حماس بأنه إفشال متعمد لمساعي إنهاء معاناة المقاتلين المحاصرين داخل الأنفاق.

تحذير وتحميل للمسؤولية

حملت حماس إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة عناصرها، داعية الوسطاء إلى تحرك عاجل للضغط على الجيش الإسرائيلي لوقف عملياته في رفح.

وأكدت أن مقاتليها يمثلون "نموذجًا للتضحية والبطولة" و"عنوانًا لصمود الشعب الفلسطيني"، معتبرة أن استمرار الملاحقة يهدد بانفجار الأزمة مجددًا ويقوض فرص التهدئة القائمة.

وكالات