تلقى الرئيس محمود عباس، اليوم السبت، اتصالاً هاتفياً من المستشار الألماني فريدريك ميرتس، جرى خلاله بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى مناقشة آخر التطورات السياسية والأوضاع في فلسطين، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، والجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب وتحقيق السلام العادل والدائم.
إشادة بالمواقف الألمانية
رحب الرئيس عباس بالمستشار ميرتس، مستذكراً لقائهما الأخير في شرم الشيخ خلال مراسم توقيع خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأعرب عن تقديره لمواقف ألمانيا الداعمة للقانون الدولي وحل الدولتين، ورفضها للاستيطان والضم وسياسة التهجير، مثمناً دعمها السياسي والاقتصادي والإنساني لفلسطين، بما في ذلك المساعدات لقطاع غزة ودعم وكالة "الأونروا"، ودورها في مؤتمر إعادة إعمار غزة بالشراكة مع مصر ودول أخرى.
ثوابت الموقف الفلسطيني
أكد الرئيس عباس التزام القيادة الفلسطينية بحل الدولتين استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، مشدداً على أن فلسطين تريد دولة ديمقراطية عصرية غير مسلحة تقوم على التداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية. كما جدد رفضه القاطع لمعاداة السامية وكل أشكال العنصرية والكراهية.
الإصلاحات والانتخابات
أطلع الرئيس عباس المستشار الألماني على الخطوات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ومنها تحديث المناهج المدرسية وفق معايير اليونسكو، إنشاء نظام رعاية اجتماعية موحد، وإلغاء قانون دفعات الأسرى. وأوضح أن الانتخابات البلدية ستجرى في 16 نيسان/أبريل المقبل، بالتوازي مع إعداد دستور انتقالي وقانون حديث للأحزاب السياسية.
خطة ترامب وقرار مجلس الأمن
أكد الرئيس عباس أن فلسطين رحبت بخطة الرئيس ترامب وقرار مجلس الأمن رقم 2803، مشدداً على أن الأولوية الآن هي تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة، والتي تتضمن تسليم سلاح حماس والفصائل للدولة الفلسطينية، وانسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة، بما يفتح الطريق أمام دخول اللجنة الإدارية الفلسطينية والشرطة ونشر قوة الاستقرار والانطلاق في عملية إعادة الإعمار. كما شدد على ضرورة اتخاذ خطوات موازية في الضفة الغربية لوقف الاستيطان والعنف والإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية المحتجزة.
استمرار التنسيق
وفي ختام الاتصال، اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والتشاور المشترك، وأكد الرئيس عباس حرصه على العمل مع ألمانيا ومع المستشار ميرتس شخصياً لتحقيق السلام العادل والدائم، مشدداً على أنه لا بديل عن السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ومثمناً الدور المركزي لألمانيا في دعم الاستقرار في المنطقة.
