في تصريحات أحدثت صدى واسعًا، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتساع رقعة الدعم الدولي للاتفاق الذي تعمل عليه الإدارة الأمريكية بشأن غزة، ووفقًا لترامب، فإن 59 دولة أعلنت تأييدها للمسار الذي تقوده واشنطن، معتبرًا ذلك مؤشرًا على أن الجهود الأمريكية أصبحت تحظى بـ"إجماع عالمي نادر" حول مستقبل الأوضاع في القطاع.
ولم يكتفي ترامب بالحديث عن الدعم السياسي فحسب، بل لفت إلى وجود دول — لم يسمها — مستعدة للتدخل ميدانيًا إذا تطلب الأمر، سواء لمواجهة حركة حماس داخل غزة أو التعامل مع حزب الله في لبنان.
ويعكس هذا التصريح، بحسب مراقبين، رغبة الإدارة الأمريكية في إظهار حجم التوافق الدولي حول رؤيتها للمنطقة، وفي الوقت ذاته إرسال رسالة ضغط إضافية إلى الأطراف التي تعرقل الوصول إلى اتفاق نهائي.
رسالة من المكتب البيضاوي
وخلال مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي، حاول ترامب تقديم صورة شاملة عن إستراتيجية إدارته في الشرق الأوسط، وقال بحزم: “لدينا سلام في الشرق الأوسط، وهذا لم يحدث من قبل”، في إشارة منه إلى سلسلة الاتفاقات والتفاهمات التي رعتها الإدارة الأمريكية خلال الأشهر الماضية.
وحرص ترامب على التأكيد أن التطورات الأخيرة ليست مجرد نجاح سياسي، بل هي — حسب قوله — نتيجة خطوات محسوبة بدأت تؤتي ثمارها، تشمل الضغط الدبلوماسي، إعادة ترتيب التحالفات، والتنسيق المكثف مع القوى الإقليمية.
دور إيران في المشهد
وتعمّق ترامب في الحديث عن الدور الإيراني وتأثيره على مسار الأحداث في المنطقة، وأوضح أن الاتفاق المتعلق بغزة لم يكن ليصل إلى هذه المرحلة لولا الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد إيران، والتي اعتبرها أساسية لتهيئة البيئة السياسية والأمنية المناسبة.
وقال ترامب: “لقد أضعفنا القدرات الإيرانية بشكل كبير، كان لديهم نفوذ واسع يعرقل أي تفاهمات، لكن بعد تقليص قدرتهم على التأثير، أصبح الوصول إلى اتفاق في غزة ممكنًا.”
وتعكس هذه التصريحات رؤية الإدارة الأمريكية التي تعتقد أن إيران كانت اللاعب الرئيسي القادر على تعطيل أي عملية سياسية في غزة أو لبنان، وأن ضرب نفوذها سياسيًا واقتصاديًا وربما عسكريًا أدى إلى فتح باب التسوية.
حسابات إقليمية معقدة
حملت تصريحات ترامب رسائل متعددة وهي، رسالة لحلفاء واشنطن تؤكد أن الولايات المتحدة مستمرة في قيادة المشهد الإقليمي، ورسالة ضغط لحماس وحزب الله بأن هناك توافقًا دوليًا على محاصرتهما سياسيًا وربما عسكريًا، وإشارة لإيران بأن واشنطن ترى أن نفوذها يتراجع، وأن أي محاولة لاستعادة حضورها سيواجه بردود أوسع.
وبينما تتابع المنطقة التطورات، يرى محللون أن هذه التصريحات قد تكون جزءًا من محاولة أمريكية لدفع الأطراف نحو القبول بصيغة نهائية للاتفاق قبل أن تتغير موازين القوى.
