أفادت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية أن مصادر مصرية رفيعة المستوى أبلغت الإدارة الأمريكية بتحذيرات واضحة من احتمال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
واقع جديد تفرضه إسرائيل
وأشارت "الصحيفة"، إلى أن "إسرائيل تعمل على فرض واقع ميداني جديد يتعارض مع بنود الاتفاق"، ما يهدد الاستقرار الهش داخل القطاع، ويثير مخاوف جدية لدى القاهرة.
ضمانات مصرية لاستمرار الاتفاق
وخلال محادثات مكثفة مع مسؤولين أمريكيين، قدمت القاهرة مجموعة من الضمانات الأمنية والسياسية لضمان استمرار الاتفاق، والتي شملت:
- نزع سلاح الفصائل المسلحة في غزة.
- إقامة وجود أمني فلسطيني.
- نشر قوات دولية داخل القطاع.
- ربط أي تسوية لأزمة السلاح بإقامة دولة فلسطينية.
قلق مصري من المرحلة الثانية
وفي السياق ذاته، كشفت "الصحيفة"، أن المسؤولين المصريين أبلغوا واشنطن في الأيام الأخيرة تخوفهم من انهيار المرحلة الثانية من الاتفاق، رغم سعي الولايات المتحدة لتسريع الانتقال إليها.

ولفتت "الصحيفة"، إلى أن أجهزة الاستخبارات المصرية والقطرية تعمل بشكل متواصل على "تذليل العقبات" التي تعرقل تنفيذ هذه المرحلة ضمن جهود الوساطة المشتركة.
انشغال أمريكي وتردد سياسي
وأضافت "الصحيفة"، أن القاهرة والدوحة تعتقدان أن واشنطن باتت منشغلة بوساطة النزاع الأوكراني-الروسي، مما يجعل ملف غزة أقل أولوية لديها. كما لفتت إلى أن أمريكا "مرهقة من المفاوضات الخاصة بالمسار الأوكراني، ولا ترى ضرورة للإسراع في اتخاذ قرارات بشأن المرحلة الثانية طالما أن الاتفاق قائم — رغم الخروقات الإسرائيلية".
المنطقة العازلة.. خطوة مصرية مرفوضة
كما شددت المصادر المصرية، على أن الموقف الأمريكي يتصادم مع محاولات إسرائيل فرض واقع جديد على الأرض.
وأكدت "الصحيفة"، أن مسؤولين مصريين أعربوا لنظرائهم الأمريكيين عن رفضهم لمخطط إسرائيلي لتوسيع "المنطقة العازلة" داخل غزة إلى ثلاثة كيلومترات، ووصفوه بأنه "غير مقبول بأي حال".
مقترحات مصرية لمنع تكرار 7 أكتوبر
ولمنع تكرار السيناريو الأمني الذي أدى إلى أحداث 7 أكتوبر، قدمت القاهرة مجموعة من الاقتراحات، تضمنت:
- التزام فلسطيني كامل ببنود الاتفاق.
- إبعاد السلاح عن الفصائل في المرحلة الحالية.
- ضمانات لحماية المستوطنات الإسرائيلية.
- منع إسرائيل من السيطرة على أراضٍ جديدة داخل غزة.
- رؤية مصرية متكاملة
كما تضمنت الرؤية المصرية أيضًا:

- وجودًا أمنيًا فلسطينيًا.
- نشر قوات دولية.
- إعادة إعمار غزة وفق جدول زمني واضح.
- إنهاء تدريجي لظهور المسلحين في شوارع القطاع.
سلاح المقاومة.. عقدة بلا ضمانات
وفي سياق متصل، نقلت "الصحيفة"، عن مسؤولين مصريين قولهم إنهم أبلغوا واشنطن — ولأول مرة منذ بدء الهدنة — بأنه "من المستحيل إقناع المقاومة في غزة بالتخلي عن سلاحها دون ضمانات حقيقية"، ترتبط بـ:
- أمن قطاع غزة،
- عدم خرق إسرائيل لبنود الاتفاق،
- التقدم نحو إقامة دولة فلسطينية.
- ربط مباشر بين السلاح والدولة
وإلى ذلك، أكدت المصادر المصرية، على أن "أي نقاش حول سلاح الفصائل مرتبط مباشرة بإقامة دولة فلسطينية"، معتبرة أن استمرار الوضع الحالي، القائم على الهشاشة والغموض السياسي، لن يحقق استقرارًا دائمًا، وهو ما يناقض رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول "إحلال السلام".
تحذيرات صادمة لواشنطن
وأشارت "الصحيفة" إلى أن المحادثات التي شارك فيها أيضًا مسؤولون قطريون تضمنت تحذيرات بأن القدرات العسكرية في غزة لم تُدَمَّر بالكامل، وأن خطر شن هجمات جديدة لا يزال قائمًا.
كما ذكرت "الصحيفة"، أن "تحذيرات القاهرة من انهيار الاتفاق أدهشت عددًا من المسؤولين الأمريكيين"، ما يعكس مدى خطورة الموقف الحالي.
