استهدف سلاح الجو التابع للاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم السبت، مركبة في ساحة نابلسي غرب مدينة غزة شمال القطاع، وكان الهدف منها رائد سعد، الذي يعتبر بحسب المصادر الإسرائيلية، ثاني أبرز شخصية في حركة حماس بقطاع غزة بعد عزالدين حداد، قائد كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري للحركة، وذلك وفق ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وكشفت "الصحيفة"، أن الهجوم تم تنفيذه عبر إطلاق 4 صاروخ من طائرة مسيرة، ما أسفر عن استشهاد أربعة أشخاص آخرين في الغارة، مشيرة إلى أن مثل هذه المحاولات يطلق عليها في إسرائيل مصطلح "العشاء الأخير".
اغتيال قيادي من حماس
وفي هذا الإطار، كشفت هيئة البث بأن رائد سعد يعتبر من أبرز وأرفع قادة حركة حماس الذين ظلوا داخل قطاع غزة، مشيرة إلى أن إسرائيل كانت تلاحقه منذ فترة طويلة.
ووفقًا لما ذكرته المصادر، فقد تم تنفيذ الغارة فور التعرف عليه أثناء تنقله داخل مركبة برفقة حراسه الشخصيين، بعد اكتمال المعلومات الاستخبارية حول تحركاته.
وأشارت "الهيئة"، إلى أن رائد سعد كان من بين المخططين الرئيسيين لأحداث السابع من أكتوبر، وكان على اطلاع مباشر ودقيق على تفاصيلها بالتنسيق مع كبار قادة الحركة، ما جعله هدفًا ذا أولوية عالية لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
كما أوضحت "الهيئة"، أن سعد يعتبر من الشخصيات المؤسسة للجناح العسكري لحماس، حيث أسس وطور منظومة إنتاج السلاح داخل الحركة، وتولى في وقت سابق قيادة لواء غزة، ما منحه نفوذًا واسعًا ودورًا محوريًا في البنية العسكرية للحركة داخل القطاع.
خطة "جدار أريحا"
كما أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن رائد سعد، بصفته قائد عمليات حركة حماس، كان صاحب الدور المركزي في إعداد خطة اقتحام إسرائيل المعروفة باسم "جدار أريحا"، وهي خطة وصفت بأنها شاملة على مستوى القيادة العسكرية والجبهة والتنظيم.
واعتمدت الخطة بشكل أساسي على عنصر المفاجأة الكاملة، وهو ما تحقق فعليًا في السابع من أكتوبر 2023، حيث جرى الزج بمعظم قوات الجناح العسكري، والمقدّرة بنحو 40 ألف مقاتل، ضمن ما سمى بـ"حركة النهوض".
وفي السياق ذاته، أوضحت المصادر أن المرحلة الأولى من الخطة تمثلت في توغل واسع النطاق ومتزامن لقوات حماس داخل الأراضي الإسرائيلية على امتداد القطاع بالكامل، مع تفعيل جميع التشكيلات والوسائل القتالية المتاحة، بما في ذلك مقاتلو النهوض، وفرق الهندسة، ومنظومات الدفاع الجوي، ووحدات المدفعية المضادة للدبابات، والمدفعية، والطائرات المسيّرة، والمظلات الشراعية، إلى جانب القوة البحرية.
من هو رائد سعد؟
وبحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ولد رائد سعد عام 1972، وينتمي إلى ما يعرف بـ"جيل 2005"، وهم قادة ميدانيون في حماس برزوا خلال الانتفاضة الأولى، وتعرضوا لفترات اعتقال طويلة لدى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، قبل أن يراكموا خبرة عسكرية خلال الانتفاضة الثانية، وكان لهم دور في دفع إسرائيل إلى الانسحاب من قطاع غزة قبل نحو عشرين عامًا.
وخلال خطاب ألقاه في نوفمبر 2013، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعملية "عمود السحاب" – الاسم العبري لحرب الأيام الثمانية على غزة، والتي أطلقت عليها المقاومة اسم "حجارة سجيل" – ألمح سعد إلى رؤية استراتيجية قال إنه شارك في بنائها وتحقيقها خلال عقد من الزمن، مؤكدًا أن حماس "تواصل تعزيز قوتها والاستعداد للمواجهة المقبلة مع إسرائيل".
والجدير بالذكر أنه في فترة الحرب على قطاع غزة، حاولت إسرائيل مرارًا اغتيال رائد سعد دون أن تنجح، وفي مارس 2024، أعلن جيش الاحتلال اعتقاله خلال مداهمة مستشفى الشفاء، قبل أن يتراجع بعد أيام ويقرّ بأن الإعلان كان خاطئًا وأن سعد لم يعتقل.
