علق عالم المصريات الشهير ووزير الآثار المصري الأسبق زاهي حواس على ما يثار بين الحين والآخر من فرضيات وجدل حول كيفية بناء الأهرامات، والتي عادت للواجهة مجدداً مع مزاعم تدّعي أن كائنات فضائية شاركت في تشييدها.
حسم الجدل حول بناء الأهرامات
وشدد "حواس"، على أن كثيراً من الروايات المتداولة بشأن الأهرامات، والتي ترد في بعض الكتب المزعومة، لا تستند إلى أي أساس علمي، مشدداً على أن الادعاءات المتعلقة بـ"الإليانز" أو تدخل كائنات فضائية في بناء الأهرامات لا تمت للواقع بصلة.
مواد البناء الحقيقية
ولفت "حواس"، إلى أن ما يتم الترويج له عن استخدام الأهرامات لتوليد الكهرباء أو الاعتماد على الجرانيت بشكل أساسي غير صحيح، موضحاً أن الحجر الجيري هو المادة الرئيسية في بناء الأهرامات، باستثناء الحجرات الخمس العلوية التي تحتوي على الجرانيت.
وأكد "حواس"، في تصريحات لقناة مصرية محلية، على أن المصريين القدماء استخدموا مهاراتهم الهندسية المتقدمة لاستغلال الحجر الجيري وجرانيت هضبة الجيزة بدقة مبهرة، ما يعكس مستوى عالياً من التنظيم والمعرفة الهندسية.
أدلة علمية قاطعة
وفي السياق ذاته، أوضح "حواس"، أن تقنيات المسح ثلاثي الأبعاد كشفت أسماء فرق العمال الذين شاركوا في رفع الكتل الحجرية، مؤكداً أن هذه الاكتشافات التاريخية تنفي بشكل قاطع أي مزاعم غير علمية حول تدخل قوى خارقة أو كائنات فضائية.
ونوه "حواس"، إلى ضرورة الاعتماد على المصادر العلمية الموثقة قبل تصديق أي كتب أو مزاعم تنشر عن الأهرامات، لافتاً إلى أن ما يتداول أحياناً باسم باحثين أو مؤلفين لا يمت للحقيقة بصلة، وأن المصريين القدماء وحدهم هم من شيدوا هذه المعجزات الهندسية الفريدة.
جدل متجدد ورد قاطع
والجدير بالإشارة أن الجدل تجدد أخيراً بعد أن رجح الباحث في علم المصريات وسيم السيسي احتمال تدخل كائنات فضائية أو قوى خارقة في بناء الأهرامات، مستنداً إلى برديات مزعومة محفوظة في الفاتيكان، وهو ما نفاه حواس بشدة، واصفاً هذه الطروحات بأنها "كلام فارغ" و"تهيؤات" تفتقر إلى أي دليل علمي.
برديات وهمية ونظريات مؤامرة
وفي سياق متصل، أكد "حواس"، أن بعض الأشخاص يلجؤون إلى اختلاق برديات مزيفة لدعم نظريات المؤامرة، مشدداً على عدم وجود أي دليل علمي يثبت تدخل "الإليانز" في بناء الأهرامات، وأن هذه الإنجازات تعود بالكامل إلى مهارة المصريين القدماء.
ويشار إلى أن أهرامات الجيزة الثلاثة الكبرى: خوفو، وخفرع، ومنقرع، قد بنيت خلال عصر الأسرة الرابعة ما بين عامي 2600 و2500 قبل الميلاد، ويبلغ ارتفاع هرم خوفو، وهو الأكبر، نحو 146 متراً، واستخدم في تشييده ما يقرب من 2.3 مليون كتلة حجرية، يزن كل منها حوالي طنين.
كما كشفت بعثات أثرية، من بينها بعثات أشرف عليها حواس، عن مقابر لعمّال الأهرامات قرب الجيزة تحمل نقوشاً بأسماء فرق العمل مثل "أصدقاء خوفو"، كما وثقت بردية وادي الجرف من عصر الملك خوفو عمليات نقل الحجارة عبر نهر النيل.
والجدير بالذكر أن نظريات "الكائنات الفضائية" تعود إلى كتب مثل "عربات الآلهة" لإريك فون دانيكن الصادر عام 1968، والتي انتشرت لاحقاً عبر الإنترنت وبرامج تلفزيونية مثل Ancient Aliens.
وقد رد حواس على هذه المزاعم مراراً، بما في ذلك رده على تصريحات لإيلون ماسك في عامي 2020 و2024، وجو روغان في عام 2025، معتبراً هذه الطروحات إهانة صريحة لعبقرية المصريين القدماء.
