بيان مصري سعودي حول المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. ماذا جاء فيه؟

مصر والسعودية
مصر والسعودية

أكدت كل من مصر والسعودية أهمية نشر قوة استقرار دولية مؤقتة في قطاع غزة، في إطار الجهود الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وتهيئة الأوضاع لمرحلة جديدة تتجاوز تداعيات الحرب الأخيرة، ويأتي هذا الموقف المشترك في ظل تحركات إقليمية ودولية متسارعة لإعادة ضبط المشهد الأمني والإنساني داخل القطاع.

قوة دولية لمراقبة الهدنة وحماية المدنيين

شدد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، على أن وجود قوة الاستقرار الدولية يمثل عنصرًا محوريًا لمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار، وضمان حماية السكان المدنيين، إلى جانب تمكين القوات الفلسطينية من تولي مهام إنفاذ القانون داخل غزة، وأوضح أن هذه الخطوة من شأنها توفير بيئة أكثر أمانًا، تسمح بعودة مظاهر الحياة الطبيعية، وتحد من تكرار الانتهاكات.

كما أكد عبدالعاطي ضرورة ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون قيود أو عوائق، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لتخفيف الأزمة الإنسانية، وركيزة لبدء مرحلة التعافي المبكر، تمهيدًا لإطلاق عملية إعادة الإعمار.

تنسيق سياسي رفيع المستوى

جاءت هذه المواقف خلال اتصال هاتفي جمع وزير الخارجية المصري بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الاثنين، حيث ناقش الجانبان سبل ضمان استدامة وقف إطلاق النار، وأهمية تنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة.

وأكد الوزير المصري في هذا السياق ضرورة الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2803، باعتباره إطارًا قانونيًا دوليًا داعمًا لجهود تثبيت التهدئة ومنع تجدد التصعيد.

العلاقات المصرية السعودية

وفي جانب آخر من الاتصال، عبر عبدالعاطي عن اعتزاز مصر بعمق الروابط الأخوية والتاريخية التي تجمعها بالمملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى ما تشهده هذه العلاقات من زخم متصاعد على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأوضح أن المرحلة المقبلة تتطلب البناء على هذا الزخم، من خلال استكمال الترتيبات الجارية لعقد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الأعلى المصري–السعودي، بما يجسد الإرادة السياسية المشتركة للارتقاء بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتعزيز المصالح العربية، ودعم الاستقرار الإقليمي.

السودان حاضر على جدول التنسيق المشترك

لم يغب الملف السوداني عن مباحثات الوزيرين، حيث أكد الجانبان أهمية استمرار التنسيق المشترك في إطار الآلية الرباعية، بهدف التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، ووضع حد للأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.

وأشار وزير الخارجية المصري إلى ضرورة توفير ملاذات آمنة وممرات إنسانية مؤمنة تضمن وصول المساعدات إلى المتضررين دون عرقلة، مجددًا موقف مصر الثابت والداعم لوحدة السودان، وسيادته، واستقراره، والحفاظ على مؤسساته الوطنية.

تنسيق عربي لمواجهة التحديات الإقليمية

وفي ختام الاتصال، أكد الوزيران أهمية مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق خلال المرحلة المقبلة، بما يسهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة، وتدعيم العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات السياسية والأمنية والإنسانية الراهنة، في ظل مرحلة إقليمية دقيقة تتطلب مواقف موحدة ورؤى متكاملة.

وكالات