فيديو يشعل الغضب.. احتفال جنود الاحتلال فوق أنقاض مستشفى في غزة (شاهد)

جانب من الفيديو
جانب من الفيديو

أثيرت موجة كبيرة من الغضب والجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي عقب تداول مقطع فيديو يظهر جنودًا من جيش الاحتلال الإسرائيلي وهم يحتفلون بما يعرف بعيد الأنوار اليهودي "الحانوكا"، أمس الأحد، فوق أنقاض المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة، مستشفى خارج الخدمة.

فيديو يثير غضبًا واسعًا في غزة

ويعتبر المستشفى الإندونيسي أحد أبرز المرافق الطبية في شمال غزة، وقد خرج عن الخدمة بعد تعرضه للقصف والاقتحام من قبل قوات الاحتلال، في وقت كان يستقبل المرضى والجرحى ويقدم خدمات حيوية، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية خلال حرب الإبادة الجماعية.

عيد الحانوكا

وفي عيد "الحانوكا"، يشعل اليهود الشموع احتفالًا بذكرى ما تسميه الرواية اليهودية "انتصار الحشمونيين" في التمرد ضد الحكم اليوناني خلال الفترة الممتدة بين عامي 142 و63 قبل الميلاد، واستبدال الحكم اليوناني في القدس بالحكم اليهودي عام 164 قبل الميلاد.

ويفضل إيقاد الشموع في الشمعدان الثماني عند غروب الشمس أو شروقها، لمدة لا تقل عن نصف ساعة.

وعلى الرغم من أن هذا العيد لم يفرض في التوراة، فإن الكهنة اليهود ابتدعوه لاحقًا بوصفه مناسبة دينية ذات طابع تاريخي، ويتزامن الاحتفال به مع اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى، تقودها جماعات يهودية متطرفة.

غضب وتفسيرات سياسية

وفي السياق ذاته، تفاعل ناشطون مع الفيديو بغضب شديد، معتبرين أن المشهد يتجاوز كونه طقسًا دينيًا، ويحمل دلالات أعمق في ظل اختيار موقع مستشفى مدمر مكانًا للاحتفال.

كما أكد بعضهم أن "من يغذي الكراهية ليس من يفضح الجريمة، بل من يرتكبها علنًا"، مشيرين إلى أن تدمير مستشفى، واحتلاله عسكريًا، ثم استعراض طقوس دينية فوق أنقاضه، يشكل رسالة صادمة.

وأشار آخرون إلى أن المشهد "ليس صدفة ولا طقسًا بريئًا"، بل يعكس واقعًا تستهدف فيه مقومات الحياة، ويحول فيه الدين، وفق تعبيرهم، إلى أداة استعراض فوق الركام والجثث.

انتهاك للقانون الدولي

ووصف النشطاء ما جرى بأنه "مفجع ومؤلم"، مؤكدين أن هذه المشاهد تعمق مشاعر الغضب والاستياء، وتغذي حالة الاحتقان في ظل استمرار الحرب وما خلفته من خسائر بشرية ودمار واسع في قطاع غزة.

كما شدد النشطاء، على أن استعراض طقوس دينية فوق أنقاض منشأة طبية مدمرة يحمل دلالات خطيرة، خاصة أن المستشفيات تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، ولا يجوز استهدافها أو استخدامها لأغراض عسكرية تحت أي ظرف.

نمط متكرر وصمت دولي

وفي سياق متصل، رأى آخرون أن هذه المشاهد تعكس نمطًا متكررًا من الانتهاكات بحق القطاع الصحي في غزة، حيث خرجت عشرات المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة، ما فاقم معاناة المدنيين وترك آلاف المرضى والجرحى دون رعاية طبية كافية.

واختتم بعضهم بالتأكيد أن الصمت الدولي تجاه هذه الانتهاكات يشجع على استمرارها، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات قانونية وأخلاقية عاجلة، مطالبين بوقف الانتهاكات الإسرائيلية وضمان حماية المرافق الطبية ووضع حد لاعتداءات الاحتلال.

وكالات