"شيء مرعب في أعماق البحر".. تحذيرات من زلزال مدمر يهدد مدينة كبرى في تركيا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أعلن تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن تهديد بالغ الخطورة يلوح في الأفق أمام مدينة إسطنبول، محذراً من أن أمراً "مرعباً" يتشكل في أعماق بحر مرمرة، وقد تكون تداعياته غير مسبوقة.

ضغط متصاعد على خط الصدع

وأشارت "الصحيفة"، إلى أن خط الصدع الواقع تحت سطح البحر، والذي يمتد رابطاً بين البحر الأسود وبحر إيجة، يتعرض لضغوط متزايدة بشكل مقلق.

وبحسب تحليل استند إلى دراسة حديثة نشرتها مجلة ساينس، فإن المنطقة شهدت خلال العشرين عاماً الماضية سلسلة زلازل آخذة في التصاعد من حيث الشدة، تتحرك بوتيرة منتظمة باتجاه الشرق.

صدع هادئ… بشكل مريب

كما أوضحت "الدراسة"، أن الزلازل القوية تتجه تدريجياً نحو منطقة مغلقة يتراوح طولها بين 15 و21 كيلومتراً، ويطلق عليها العلماء اسم "صدع مرمرة الرئيسي"، وتقع تحت البحر جنوب غرب إسطنبول.

الجدير بالإشارة أن هذه المنطقة ظلت هادئة بشكل يثير الريبة منذ آخر زلزال كبير ضربها عام 1766 وبلغت قوته 7.1 درجة.

1.JPG
 

تحذير من كارثة إنسانية

وفي سياق متصل، نقلت "الصحيفة"،عن العالِمة جوديث هوبارد من جامعة كورنيل تحذيراً شديد اللهجة، أكدت فيه أن وقوع زلزال ضخم بالقرب من إسطنبول قد يقود إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.

كما حذرت "الصحيفة"، من أنه في حال استمرار هذا النمط وحدوث تمزق في تلك المنطقة الحساسة، فإن إسطنبول، التي يقطنها نحو 16 مليون نسمة، قد تواجه زلزالاً بقوة 7 درجات أو أكثر.

تسلسل زلزالي مقلق

وإلى ذلك، رصدت الدراسة الجديدة تسلسلاً لافتاً لأربعة زلازل متوسطة القوة، كان أحدثها زلزال بقوة 6.2 درجة وقع في أبريل (نيسان) 2025 إلى الشرق مباشرة من خط الصدع. وتشير النتائج إلى أن الزلزال المقبل قد يكون أشد قوة، وربما يحدث أسفل إسطنبول مباشرة.

وعلى الرغم من أن بعض العلماء لا يستبعدون أن يكون هذا التسلسل مجرد مصادفة، إلا أن الرأي العلمي الغالب يتفق على أن "زلزالاً مدمراً قادماً"، نتيجة تراكم خطير للضغط على صدع شمال الأناضول.

وبدورها، شددت عالِمة الزلازل باتريشيا مارتينيز-غارزون، إحدى المشاركات في الدراسة، على أهمية التركيز على الرصد المبكر لأي مؤشرات غير طبيعية، والعمل على الحد من آثارها المحتملة، مؤكدة في الوقت ذاته أن الزلازل تبقى ظواهر لا يمكن التنبؤ بموعدها بدقة.

ذاكرة الزلازل الكارثية

وتجدر الإِشارة إلى أن هذه التحذيرات بسجل تركيا المؤلم مع الزلازل، إذ شهدت البلاد في فبراير (شباط) 2023 زلزالين مدمرين بلغت قوتهما 7.8 و7.5 درجات، ضربا جنوب تركيا وسوريا، وأسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 55 ألف شخص.

وبحسب ما ذكرته "الصحيفة"، فقد ضرب زلزال بقوة 5.2 درجات الجزء الغربي من صدع مرمرة الرئيسي عام 2011، أعقبه زلزال بقوة 5.1 درجات إلى الشرق في عام 2012. ثم هز زلزال بقوة 5.8 درجات الجزء الأوسط من الصدع في سبتمبر (أيلول) 2019، قبل أن يقع زلزال أبريل (نيسان) 2025 بقوة 6.2 درجات شرق الصدع مباشرة.

ويظل السؤال المطروح: هل سيكون الزلزال المقبل أقوى من سابقه؟ وإذا كان كذلك، فهل سيقع مباشرة على الصدع أسفل إسطنبول؟ يرى معدّو الدراسة أن هذا السيناريو يظل احتمالاً قائماً.

العربية