عاد الإعلامي والكوميديان المصري باسم يوسف ليتصدر المشهد على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تداول واسع لمقطع مصور من أحد عروضه الكوميدية الأخيرة، حيث تحولت جملة عابرة أطلقها بروحه الساخرة إلى مادة جدل محتدمة بين المتابعين، وأشعلت نقاشًا واسعًا حول حدود الدعابة ومسؤولية الكوميديا.
فتاة أردنية وأمنية سفر إلى الجونة
وخلال العرض، تفاعل باسم يوسف مع فتاة أردنية تدعى دانيا منصور، صعدت إلى المسرح وطلبت مساعدته في تحقيق أمنية بسيطة، تتمثل في تسجيل مقطع فيديو موجه إلى والدتها، بهدف إقناعها بالسفر إلى مدينة الجونة المصرية لقضاء عطلة رأس السنة.
وتجاوب باسم يوسف مع الطلب، مستغلًا الموقف في إطار فقرة كوميدية ارتجالية، حاول من خلالها تقديم الجونة كوجهة سياحية آمنة ومنظمة، واصفًا إياها بأنها مدينة مغلقة تستقبل سياحًا من مختلف الجنسيات وتتمتع بدرجة عالية من الأمان.
عبارة ساخرة تقلب المشهد
غير أن مجرى الفقرة تغيضر فجأة بعد أن أطلق باسم يوسف تعليقًا ساخرًا قال فيه، مازحًا، إن الفتاة “ستسافر وتتبسط وتصيع وترجع حامل”، وهي العبارة التي خرجت من سياق العرض لتنتشر بشكل منفصل على مواقع التواصل الاجتماعي، مثيرة موجة انتقادات واسعة.
هذا التعليق، رغم كونه جزءًا من سياق كوميدي، اعتبره كثيرون تجاوزًا غير مبرر وحدًّا فاصلًا بين السخرية المقبولة والإساءة، خاصة أنه طرح في موقف علني وأمام جمهور متنوع.
باسم يوسف يقول لأم أردنية: خلي بنتك بدل قعدة البيت تروح الجونه الغردقة اسبوع زمان وترجع لك حامل..
— Hoda Jannat (@Hodajannat7) December 17, 2025
ردود فعل غاضبة من المصريين والاردنيين .
هذه هي اخلاق هذا المهرج pic.twitter.com/1sWhlmSB12
انقسام حاد في آراء الجمهور
وسرعان ما انقسم رواد مواقع التواصل إلى معسكرين متقابلين؛ الأول دافع عن باسم يوسف معتبرًا أن الكوميديا بطبيعتها تعتمد على المبالغة وكسر التوقعات، وأن اقتطاع الجملة من سياقها الأصلي أفرغها من معناها الساخر، وحوّلها إلى مادة للانتقاد المجتزأ.
في المقابل، رأى منتقدون أن المزحة كانت غير موفقة، وتحمل إيحاءات مسيئة لا داعي لها، سواء بحق الفتاة نفسها أو بحق مدينة الجونة، معتبرين أن التعليق يرسّخ صورة نمطية سلبية لا تعكس الواقع السياحي للمدينة.
الكوميديا وحدود المسؤولية العامة
وأعاد الجدل الدائر تسليط الضوء على النقاش المتكرر حول حدود الكوميديا، خاصة حين تصدر من شخصية عامة ذات تأثير واسع، فبين من يرى أن الكوميديان يجب أن يتمتع بحرية مطلقة في التعبير، ومن يطالب بمراعاة الحساسية الاجتماعية والثقافية، يبقى السؤال مطروحًا: إلى أي مدى يمكن للدعابة أن تتجاوز الخطوط دون أن تتحول إلى إساءة؟
باسم يوسف في مواجهة الرأي العام
ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من باسم يوسف بشأن الجدل، إلا أن الواقعة تؤكد مجددًا أن أي كلمة تقال على خشبة المسرح قد تتحول في عصر السوشيال ميديا إلى قضية رأي عام، خاصة عندما يكون قائلها أحد أبرز الوجوه الإعلامية والكوميدية في العالم العربي.
