أكد الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على طريقته، سيعلن بدء المرحلة الثانية في قطاع غزة دون انتظار إعادة الجثث المتبقية من الرهائن، ودون انتظار انضمام الحد الأدنى من الدول لتشكيل قوة دولية حقيقية، مشيرًا إلى أن ما يُسمى بالمفاوضات عن غزة لم تعد جدية، وأنها تقتصر على ترتيبات سرية حول مستقبل حركة حماس في القطاع.
وأوضح غطاس في تصريح خاص ل "البوابة 24" أن اغتيال رائد سعد أدى إلى انتقال القرار في حماس بالكامل إلى القادة الذين غادروا غزة، وتحديدًا جناح خالد مشعل، مستكملًا ما صرح به موسى أبو مرزوق بشأن وضع سلاح الحركة لحماية المستوطنات ومنع تكرار أحداث ٧ أكتوبر.
وأضاف أن مشعل أشار علنًا إلى أن مرحلة السلاح انتهت، وأن حماس تسعى الآن لتجميد أسلحتها والدخول في حوار مباشر مع ترامب، وإن كان غير متكافئ، لكنه قد يكون مثمرًا.
وأشار غطاس إلى أن مأساة الفلسطينيين في غزة مستمرة، فيما تظل محاولات نزع سلاح حماس وتفاهمات «بير السلم» التي تحاول تركيا وقطر عقدها مع ترامب قائمة، بهدف إبقاء حماس في غزة حتى لو بتضحيات كبيرة، بما في ذلك التخلي عن السلاح وبعض المبادئ الأخرى.
وأوضح أن البت في مصير هذه الملفات، وقضايا غزة وربما المنطقة، قد ينتظر حتى نهاية هذا الشهر وعند اللقاء المرتقب بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشار غطاس إلى أن ترامب يحاول الهروب من الوقائع الصعبة إلى عالم البروباغندا، مشيرًا إلى إدعائه مشاركة 59 دولة في القوات الدولية في غزة، بينما لم تعلن سوى إندونيسيا وإيطاليا موافقتهما حتى الآن. وأضاف أن ترامب لم يوضح كيفية تطبيق القرار الدولي ٢٨٠٣ عمليًا، خاصة المادة الأساسية المتعلقة باستقرار البيئة الأمنية ونزع السلاح من الجماعات المسلحة ومنع إعادة بناء البنى العسكرية والإرهابية.
وأكد غطاس أن إدارة المرحلة الثانية حتى الآن تفتح المجال لثلاثة سيناريوهات محتملة:
١. تطبيق بنود القرار الدولي سلمياً وبحدود ضيقة من الاشتباكات، مع بدء إعادة الإعمار وانسحاب إسرائيل من المناطق المحتلة.
٢. استمرار الوضع الراهن بتفاهمات «بير السلم» وتقسيم غزة جغرافياً ووظيفياً بين إسرائيل وحماس.
٣. استغلال إسرائيل لحركة حماس كذرائع لإعادة الحرب وإكمال احتلال ما تبقى من غزة، مع فرض شروط لإجلاء غالبية المواطنين، بما يتماشى مع ما أُطلق عليه مشروع «ريفييرا ترامب».
وختم غطاس بالقول إن انتظار نتائج هذه الملفات يقترن بالمجهول، بينما يستمر غضب الطبيعة في مضاعفة معاناة الفلسطينيين في غزة، التي وصفها بأنها نتيجة مؤامرة أو مغامرة، مؤكداً أن النتيجة واحدة في النهاية: زيادة المعاناة لسكان القطاع.
