صحيفة عبرية تدق ناقوس الخطر: إسرائيل في مواجهة مخاطر بسبب مصر ونتنياهو

نتنياهو
نتنياهو

وجهت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية، تحذير من تهديد بالغ لأمن الطاقة الوطني، وذلك عقب إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المصادقة على أكبر صفقة غاز في تاريخ إسرائيل مع مصر، معتبرة أن الخطوة قد تحمل مخاطر بعيدة المدى.

مخاوف داخلية متصاعدة

ولفتت "الصحيفة"، إلى وجود قلق واسع داخل الأوساط الاقتصادية من أن يؤدي التوسع في تصدير الغاز إلى ارتفاع أسعار الكهرباء، وإلى تقويض أمن الطاقة، لا سيما أن أكثر من 70% من إنتاج الكهرباء في إسرائيل يعتمد على الغاز الطبيعي.

وأوضحت "الصحيفة"، أن لجنة حكومية برئاسة يوسي دين، المدير العام لوزارة الطاقة، خلصت في تقرير أولي نشر في أبريل الماضي إلى أن احتياطيات الغاز الإسرائيلية قد لا تكفي لأكثر من عقدين إضافيين، ما يضع علامات استفهام حول استدامة التصدير.

وفي السياق ذاته، ذكرت "الصحيفة"، إن هذه المعطيات قد تدفع إسرائيل خلال العقد المقبل للتحول من دولة مصدّرة للغاز إلى دولة مستوردة، وهو ما قد ينعكس سلبًا على تكلفة المعيشة وعلى مستوى الأمان الطاقي على المدى الطويل.

تفاصيل الصفقة

كما اشارت "الصحيفة"، إلى أن الاتفاق أبرم مع شركة "شيفرون" الأمريكية، بمشاركة شركات إسرائيلية شريكة في حقل "لوويتان"، وينص على تصدير نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز حتى عام 2040 إلى شركة "بلو أوشن إنيرجي" المصرية.

وجاءت هذه الاتفاقية امتدادًا للصفقة الحالية البالغة 60 مليار متر مكعب، والتي كان من المقرر أن تنتهي بنهاية العقد الحالي، ليرتفع التدفق السنوي من 4.5 مليار متر مكعب حاليًا، مع إمكانية زيادته من خلال صفقات يومية قصيرة الأجل.

وربطت "الصحيفة"، الإعلان عن الصفقة بمساعي دبلوماسية مكثفة لعقد قمة محتملة بين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في ظل توترات شهدتها العلاقات بين الجانبين خلال الأشهر الماضية، خاصة على خلفية ملف معبر رفح.

ضغوط أمريكية

ووفقًا لما ذكرته "الصحيفة"، نقلًا عن مصادر دبلوماسية تأكيدها أن الولايات المتحدة مارست ضغوطًا واضحة على نتنياهو للموافقة على الصفقة، بعد تردده في إقرارها خلال الفترة السابقة.

وبحسب نتنياهو ووزير الطاقة إيلي كوهين، فإن العائدات المتوقعة من الصفقة ستبلغ نحو نصف مليار شيكل سنويًا خلال السنوات الأربع الأولى، نتيجة الاستثمارات الكبيرة في تطوير البنية التحتية، على أن ترتفع تدريجيًا لتصل إلى نحو 6 مليارات شيكل سنويًا.

كما وعد المسؤولان بأن تستخدم هذه العائدات في دعم قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية والأمن، وبما يضمن مستقبل الأجيال القادمة.

ضمانات وشروط

وشدد "نتنياهو"، على أن المصادقة على الصفقة جاءت بعد ضمان المصالح الأمنية والحيوية لإسرائيل، معتبرًا أنها تعزز مكانتها كقوة طاقة إقليمية، وتسهم في استقرار المنطقة، وتشجع شركات إضافية على الاستثمار في التنقيب داخل المياه الاقتصادية الإسرائيلية، مع الالتزام ببيع الغاز للمستهلكين الإسرائيليين بأسعار مناسبة.

قيود على التسعير

وتابعت "الصحيفة"، أن شروط التصدير تشمل عدم تجاوز أسعار الغاز في العقود قصيرة الأجل لأسعار العقود طويلة الأجل، مع تحديد سقف سعري محلي عند 4.7 دولارات لكل وحدة حرارية، مرتبط بمؤشر تعرفة الكهرباء الذي لا يتجاوز ارتفاعه 1% سنويًا.

كما يمنح الاتفاق مفوض النفط في وزارة الطاقة صلاحية، بدءًا من عام 2032، لتقليص كميات التصدير لصالح السوق المحلية، خاصة لأسباب تتعلق بتعزيز المنافسة أو الحفاظ على الأمن الطاقي.

وأكدت "الصحيفة"، أن شركة "شيفرون" رحبت بقرار الحكومة، معتبرة أنه يضمن استمرارية تزويد عملائها في مصر بالغاز.

وخلصت "الصحيفة"، إلى أن الصفقة، رغم أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، تضع إسرائيل أمام معادلة صعبة، بين استغلال مواردها الطاقوية لتعزيز نفوذها الإقليمي ودعم خزينة الدولة، وبين حماية السوق المحلية من ارتفاع التكاليف وضمان أمنها الطاقي على المدى البعيد.

روسيا اليوم