أكد باحث إسرائيلي في جامعة رايخمان، شاي هر-تسيفي، أن الحكومة المصرية تنظر إلى صفقة الغاز الكبرى مع إسرائيل باعتبارها مشروعًا اقتصاديًا بحتًا، وتسعى القاهرة لتفادي أي ربط سياسي أو أمني للصفقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الفرصة الاقتصادية قبل أي اعتبار سياسي
وأوضح هر-تسيفي في تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن القاهرة تواجه أزمة اقتصادية خانقة وحاجة ملحة للغاز، لذلك ترى في الصفقة فرصة لتلبية الاحتياجات الاقتصادية وليس "هدية سياسية" لإسرائيل، ويشير الباحث إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حريص على أن تكون الصفقة محايدة سياسيًا بالكامل مع عدم ربطها بأي ملف آخر في المنطقة.
الأبعاد الاستراتيجية للصفقة
على الرغم من الطابع الاقتصادي الواضح، تحمل الصفقة أبعادًا استراتيجية كبيرة، فهي تعزز اعتماد مصر على الغاز الإسرائيلي وتزيد من دور إسرائيل كمركز إقليمي للطاقة، ما يمنح تل أبيب نفوذًا سياسيًا ضمن علاقاتها مع القاهرة، رغم التأكيد المصري على الطابع الاقتصادي للاتفاق.
الخلاف حول الملف الفلسطيني وقطاع غزة
واستعرضت الصحيفة أن أحد أبرز نقاط الخلاف بين البلدين يتمثل في الملف الفلسطيني، لا سيما قطاع غزة، فبينما تطالب مصر بحل سياسي شامل يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة معًا، ترى إسرائيل أن الملفين يجب أن يُعالجا بشكل منفصل، ويعكس هذا الخلاف الفجوة بين الطابع الاستراتيجي الذي تمنحه إسرائيل للصفقة، والرؤية الاقتصادية البحتة التي تتمسك بها القاهرة.
مخاطر الإمدادات وأسعار الكهرباء في إسرائيل
وأشارت الصحيفة إلى أن احتياطيات الغاز في إسرائيل لا تدار مباشرة من قبل الدولة، بل تخضع لسيطرة شركات أمريكية كبرى، ويعتمد نحو 70% من إنتاج الكهرباء في إسرائيل على الغاز، ما يجعل الأسعار عرضة للتقلبات الناتجة عن الصادرات، مع احتمالية حدوث نقص خلال عقد أو عقدين إذا استمرت وتيرة التصدير بنفس السرعة، وهذا قد يؤدي إلى ارتفاعات كبيرة في تكلفة الكهرباء للمواطنين الإسرائيليين مستقبلاً.
القيمة الاقتصادية للصفقة
رغم المخاطر المحتملة، فإن الجانب الاقتصادي للصفقة لا يُستهان به، إذ تقدر قيمتها بنحو 112 مليار شيكل، مما يعزز الخزينة العامة ويسهم في دعم الاقتصاد الإسرائيلي بعد التداعيات الاقتصادية للحرب الأخيرة.
التوتر المستمر في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب
وتؤكد الصحيفة أن العلاقات بين مصر وإسرائيل شهدت توتراً متزايدًا منذ أكتوبر 2023، بل كانت متوترة قبل ذلك التاريخ، ما يثير تساؤلات حول مدى قدرة هذه الصفقة الضخمة على تجاوز الخلافات السياسية العميقة بين الجانبين، خاصة في ظل استمرار الخلافات بشأن الملفات الإقليمية الحساسة.
