قام وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بإجراء اتصالاً هاتفياً بنظيره السعودي فيصل بن فرحان، تناول خلاله الجانبان تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وذلك في إطار التحضير للاجتماع الأول لمجلس التنسيق الأعلى.
وشددت وزارة الخارجية المصرية، على أن هذا الاتصال يأتي ضمن مشاورات التقارب الاستراتيجي بين مصر والسعودية منذ إنشاء مجلس التنسيق الأعلى في يونيو الماضي، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
جهود تثبيت وقف النار في غزة
وخلال المباحثات، استعرض الوزير بدر عبد العاطي الجهود المصرية المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان استمراريته، مشيراً إلى أهمية الانتقال إلى المرحلة التالية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تشمل تشكيل لجنة فلسطينية تكنوقراطية مؤقتة لإدارة الشؤون اليومية في القطاع، تمهيداً لعودة السلطة الوطنية الفلسطينية لممارسة مسؤولياتها كاملة.
وأكد "عبد العاطي"، على ضرورة ضمان التدفق المنتظم للمساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، وتهيئة الظروف المناسبة لبدء مرحلة "التعافي المبكر" وإعادة الإعمار، مع التأكيد على رفض أي ممارسات من شأنها المساس بوحدة الأراضي الفلسطينية أو فرض وقائع جديدة على الأرض، خاصة في الضفة الغربية.
دعم سعودي للقضية الفلسطينية
من جهته، شدد وزير الخارجية السعودي على دعم بلاده الكامل للجهود المصرية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في قطاع غزة، مؤكداً على التزام البلدين المشترك تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية للأمة العربية والإسلامية.
تنسيق مشترك بشأن السودان
وتطرق الاتصال أيضاً إلى مستجدات الأوضاع في السودان، حيث اتفق الوزيران على أهمية مواصلة التنسيق عبر الآلية الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية ومصر، بهدف الدفع نحو وقف شامل لإطلاق النار، وتأمين ممرات إنسانية آمنة تضمن وصول المساعدات إلى المدنيين المتضررين.
وأكد الجانبان في هذا السياق موقفهما الثابت الداعم لوحدة السودان وسيادته والحفاظ على سلامة مؤسساته الوطنية.
تحضيرات لاجتماع التنسيق الأعلى
ويأتي هذا الاتصال ضمن التحضيرات المتسارعة لعقد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الأعلى المصري-السعودي، الذي يُنظر إليه كمحطة محورية لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، وتوحيد الرؤى إزاء التحديات الإقليمية الراهنة، وفي مقدمتها أزمتي غزة والسودان.
والجدير بالذكر أن التقارب المصري-السعودي جاء في ظل تصاعد الجهود العربية لسد الفراغين السياسي والإنساني في قطاع غزة، بعد تراجع التدخلات الخارجية، مع تزايد الاعتماد على المبادرات الإقليمية بقيادة القاهرة والرياض، لضمان عدم تكرار الأزمات الإنسانية وتمكين الفلسطينيين من استعادة سيطرتهم الكاملة على أراضيهم.
