دراسة تفجر مفاجأة.. أول إشارة من الفضاء قد تكون نداء استغاثة أخير

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لطالما تصور الإنسان أن أول تواصل مع كائنات فضائية سيكون لحظة فارقة في تاريخ البشرية، إما عبر غزو درامي على غرار أفلام الخيال العلمي، أو من خلال لقاء سلمي مع حضارة متقدمة تحمل للبشر معارف غير مسبوقة.

غير أن دراسة علمية حديثة تقلب هذا التصور رأساً على عقب، وتطرح سيناريو أكثر غرابة وربما أشد قتامة، مفاده أن أول إشارة قد تصلنا من خارج الأرض لن تكون إعلان وجود مزدهر، بل صدى أخيراً لانهيار حضارة فضائية.

 صورة مقلقة للاتصال الأول

تشير الدراسة إلى أن أول اتصال محتمل مع كائنات فضائية قد لا يأتي في إطار احتفالي أو ودي، بل قد يكون مرتبطاً بحضارة تمر بمرحلتها الأخيرة من التفكك والانهيار، وفق ما أورده موقع "ديلي ميل" البريطاني.

c0237bdb-4eab-4fc3-a58b-7948060072b3.jpg
 

فرضية "الإسكاتون"

والجدير بالإشارة أن الدراسة أعدها عالم الفلك ديفيد كيبينغ من جامعة كولومبيا، واعتمدت على ما يُعرف بفرضية "الإسكاتون"، التي تفترض أن الحضارات، شأنها شأن النجوم، تبلغ ذروة نشاطها ووضوحها قبل اختفائها مباشرة.

ويوضح "كيبينغ" أن هذا الأمر يعود إلى ما يسمى "انحياز الرصد"، إذ يميل العلماء إلى اكتشاف الظواهر النادرة والمتطرفة أولاً، لأنها تكون أكثر وضوحاً وأسهل في الرصد مقارنة بالظواهر المستقرة والهادئة.

ويشبه الباحث ذلك بالنجوم العملاقة المحتضرة، التي لا تمثل سوى جزء ضئيل من عمر النجوم، لكنها تُرى بكثرة بسبب شدة سطوعها في مراحلها الأخيرة.

إشارات من حضارات تحتضر

ينطبق هذا المبدأ، بحسب الدراسة، على الحضارات الفضائية أيضاً، فالحضارات المستقرة والمتقدمة غالباً ما تكون عالية الكفاءة في استخدام الطاقة وأقل إصداراً للضجيج الكوني، ما يجعل اكتشافها أمراً بالغ الصعوبة.

e1858959-14ca-43ff-b586-cbfd74319d77.jpg
 

وفي المقابل، قد تطلق الحضارات التي تمر بمرحلة اضطراب حاد أو انهيار كامل كميات كبيرة وغير مألوفة من الطاقة أو الإشارات، الأمر الذي يجعلها الأكثر قابلية للرصد.

ولفت "كيبينغ"، إلى أن هذه "الحضارات الصاخبة" قد تكون نتاج كوارث كبرى مثل حروب نووية، أو انهيارات بيئية شاملة، أو حتى محاولات يائسة لبث إشارات في الفضاء طلباً للنجدة.

وفي هذا الصدد، طرح احتمال أن تكون إشارة "Wow! Signal" الشهيرة التي التقطت عام 1977 بمثابة نداء أخير من حضارة كانت على وشك الزوال.

 تغيير قواعد البحث عن الحياة

كما اقترحت الدراسة، التي من المقرر نشرها في مجلة "Monthly Notices of the Royal Astronomical Society"، أن يعيد العلماء النظر في أساليب البحث عن الحياة خارج كوكب الأرض، من خلال إجراء مسح مستمر وشامل للسماء بدلاً من التركيز على أنظمة نجمية محددة.

كما دعت إلى الانتباه بشكل خاص للإشارات القصيرة والغريبة، أو التغيرات المفاجئة وغير المفسَّرة، التي قد تحمل دلائل على نشاط حضارات تمر بلحظات حرجة.

وعلى الرغم من الطابع القاتم لهذه الفرضية، يرى الباحث أن هذا النهج قد يرفع من فرص العثور على أول دليل حقيقي على وجود حضارة فضائية، حتى وإن كان ذلك الدليل قادماً من عالم يلفظ أنفاسه الأخيرة.

العربية