مراجعة شاملة داخل جيش الاحتلال… تحقيقات موسعة تكشف إخفاقات العملية البرية في غزة

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الاثنين، عن شروع الجيش الإسرائيلي في تنفيذ سلسلة تحقيقات موسعة تهدف إلى فحص أداء قواته خلال العمليات البرية في الحرب الأخيرة، وتشمل هذه المراجعات دراسة تفصيلية للمعارك التي شهدها قطاع غزة، إلى جانب تقييم القتال الذي دار في جنوب لبنان، والعمليات العسكرية التي نُفذت في شمال الضفة الغربية، في محاولة لاستخلاص الدروس وتحديد مكامن الخلل في الأداء الميداني.

تقسيم التحقيقات إلى معارك مفصلية

وبحسب ما أوردته الصحيفة، جرى تقسيم مسار التحقيق إلى ست معارك رئيسية تعد الأثقل والأكثر تأثيرًا في مسار الحرب، ويتصدر هذه الملفات تقييم عمليات السيطرة على مدينة غزة، وخان يونس، ورفح، باعتبارها محطات مركزية في المواجهة، كما تقرر فتح تحقيقين منفصلين حول العمليات التي نفذت في مخيم جباليا، إلى جانب تحقيق خاص ومستقل يركز على ما يعرف بعمليات “عربات جدعون”، وذلك بهدف تحليل طبيعة التحديات التي واجهتها القوات في كل ساحة قتال على حدة.

أسئلة صعبة حول التخطيط وقرارات القيادة

وتركز لجان التحقيق العسكرية على قضايا جوهرية أثارت جدلًا واسعًا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وفي مقدمتها غياب خطة شاملة ومُعدة مسبقًا لاحتلال قطاع غزة بالكامل، إضافة إلى إعادة تقييم قرار بدء الهجوم البري من شمال القطاع، وما إذا كان هذا الخيار هو الأنسب من الناحية العسكرية.

تأثير ملف الأسرى وإطالة أمد المعارك

كما تتناول التحقيقات مدى تأثير وجود أسرى أحياء لدى الفصائل الفلسطينية على وتيرة العمليات وسرعة التقدم العسكري، إلى جانب البحث في الأسباب التي أدت إلى امتداد المعارك لفترات أطول بكثير من التقديرات الأولية التي وضعتها القيادة العسكرية قبل بدء الحرب.

تفويض واسع دون نتائج حاسمة

وتسعى لجان التحقيق كذلك إلى فهم العوائق التي منعت بعض الوحدات العسكرية من إنجاز المهام الموكلة إليها، رغم حصولها على تفويض عملياتي واسع وإمكانات عسكرية كبيرة، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات داخلية حول كفاءة التنفيذ، ومستوى التنسيق، وجدوى القرارات التي اتخذت خلال الميدان.

محاولة لاستخلاص الدروس قبل المرحلة المقبلة

وتعكس هذه التحقيقات، وفق مراقبين، حالة من القلق داخل الجيش الإسرائيلي بشأن نتائج العمليات البرية، في وقت تحاول فيه القيادة العسكرية إعادة تقييم استراتيجياتها استعدادًا لأي تطورات أو مواجهات محتملة في المرحلة القادمة.

وكالات