المتغيرات السياسية الجديدة وارتداداتها الاقليمية

جلال نشوان
جلال نشوان

في دائرة الضوء 
(المتغيرات السياسية الجديدة وارتداداتها الاقليمية )
الكاتب الصحفي جلال نشوان

أن يزور الفريق السعودي (خالد الحميدان رئيس الاستخبارات السعودية ) سوريا ويقابل الرئيس بشار الأسد ويبحث معه عودة العلاقات السعودية السورية ،وفتح السفارة السعودية في دمشق ، فهذا تطور جديد يجب التوقف عنده ،وقد قام  الحميدان بزيارة مماثلة للعراق في زيارة سرية ايضا لعودة العلاقات السعودية العراقية ،وكل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المشروع الأمريكي في المنطقة يشهد تراجعاً كبيرا  ، بسبب التوجه الجديد لسيد البيت الأبيض بايدن الذى ينتهج سياسةً (بالعامية كل واحد  يقلع شوكه بيده )
وفي الحقيقة وقفت السعودية موقفاً معادياً في أحداث سوريا ،حيث قامت بتسليح المعارضة وافتتاح مكتب لها بالرياض ، وبعد عشرة سنوات من آتون التدخل السعودي الكبير  وانعكاساته السلبية   ، استخلصت  العبر والدروس القاسية بعد غرقها  في وحل اليمن وتراجع النمو الاقتصادي وانهيار ميزانيتها ، 

معطيات كثيرة أجبرت السعودية على  تغيير سياساتها ولعل عرض السعودية العديد من المشاريع السياسية على الحوثيين ما يؤكد ذلك ،لتأمين خروجها وعودة الحياةالطبيعية  الى الشعب اليمني ....
الولايات المتحدة الأمريكية تجري مفاوضات جادة مع ايران منذ فترة بهدف اعادة صياغة الاتفاق النووي الايراني وربما تكون الامور قد  نضجت ، لعودة ايران الى المجتمع الدولي وتخفيض نسبة التخصيب النووي ،الملفت للنظر ان الولايات المتحدة الأمريكية واوروبا  استبعدت اسرائيل من المفاوضات ،الأمر الذي بات يؤرقها ولسان حالها يقول آن الأوان لانزال اسرائيل من أعلى الشجرة ، 
المتغيرات السياسية الجديدة أثارت حفيظة الامارات العربية المتحدة ،حيث قام محمد بن زايد بزيارة خاطفة الى السعودية وعلى قاعدة الشراكة ولفهم ما الذي يجري ؟ ايضا  زوال التوتر بين (تركيا ومصر)  وقيام وفد تركي بزيارة  الى القاهرة والتباحث حول العديد من القضايا المشتركة التي تهم البلدين ،والشىء بالشىء يذكر ،قيام( جاويش اوغلو) بزيارة هامة الى الرياض يعتبر  من المتغيرات السياسية الجديدة في المنطقة وله ارتدادات كبيرة ،حيث ان( اللاعب التركي) له تأثير  كبير في تفاعلات الاحداث في الاقليم، خاصة في ليبيا  
ارهاصات كثيرة ألقت بنفسها على سطح الأحداث وأثبتت فشل مغامرات كوشنر ( مراهق البيت الأبيض سابقا ) الذي خط بيده مشروع صفقة القرن التي تهاوت وفشلت وأصبحت في غياهب النسيان 

أما الجديد المشرق الذي سيستنهض الامة العربية كلها الصمود الاسطوري للمقدسيين الذين يدافعون عن شرف الأمة كلها ،وما هبة رمضان المجيدة (في الشيخ جراح ) الا دليلاً دامغاً على ان الأحداث   تأخذ ارتداداتها وتفاعلاتها  على الاقليم ساعة بعد ساعة ،وكل ذلك  سيجهض كافة المشاريع الأمريكية ، التي تنال من حقوق شعبنا وستضع مشروع التطبيع الأمريكي العربي الاسرائيلي على مفترق طرق ،مشروع التطبيع   الذي سعى اليه ترامب وفريقه ....

من الأهمية بمكان القول  :  أن بايدن يواجه تحديات كبيرة فى الداخل الأمريكي ومنها التصدي لكورونا التي أرهقت الاقتصاد الأمريكي ،وكذلك ارتفاع منسوب الشعبوية التي أرسى دعائمها ترامب والتي أضعفت مناعة  الولايات المتحدة الأمريكية وجعلتها على  مفترق طرق مستقبلاً ، خاصة وانها بدأت بانقطاع التنفس عند المواطن الأمريكي من الجذور الأفريقية  (جون فلويد ) الذى قضى على يد رجل الشرطة الأمريكي في (مينابوليس) ،والتي أحدثت زلزالاً في المجتمع الأمريكي وجعلت كافة الشرائح الأمريكية تفكر  ملياً في البحث  عن حقوقها ....
قادم الأيام يحمل في طياته الكثير  وان غداً لناظره قريب

البوابة 24