تعنت إسرائيلي وضغط مصري.. التفاصيل الكاملة بشأن المباحثات الأخيرة حول صفقة الأسرى

صورة توضيحية
صورة توضيحية

فلسطين - البوابة 24

كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية نقلًا عن مصادر فلسطينية، أن المباحثات بشأن صفقة تبادل الأسرى استمرّت بين الوفد الفلسطيني والمسؤولين في جهاز المخابرات العامّة المصرية لعدّة ساعات، وذلك في أحد المقرّات التابعة للجهاز في القاهرة، حيث تمّ تناول المبادئ الأساسية للصفقة والشروط التي يضعها كلّ طرف فيها.

وأكدت المصادر أن الاحتلال عاد، في بداية المباحثات، إلى موقفه الأول المطالِب بالإفراج عن جنوده الأسرى مقابل رفع الإجراءات المشدّدة عن قطاع غزة، والسماح بانطلاق عملية إعادة إعمار القطاع، ودخول المنحة القطرية إليه، إلّا أن الرفض الذي قوبل به ذلك الموقف من قِبَل الوفد الفلسطيني، وتواصل الضغط المصري على العدو، دفعا الأخير إلى التراجع والقبول بأن يكون ثمن الإفراج عن جنوده إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

مبادئ الصفقة

وفي السياق ذاته، قال الوفد الإسرائيلي اللمصريين إنه لا يمتلك قراراً ببحث الإفراج عن أسرى يصفهم الاحتلال بأنهم "ملطّخة أيديهم بالدماء"، وأن قراراً كهذا يحتاج إلى موافقة الحكومة والمجلس الوزاري السياسي والأمني المصغّر، "الكابينت"، لبتّه.

ومن جهته، أكد الوفد الفلسطيني للمصريين أنه لا يهتم بضغط الوقت، وأن العدو هو الذي يقع تحت الضغط، لأن صبر الفلسطينيين على الإجراءات المفروضة على قطاع غزة بدأ بالنفاد، وأن التصعيد على طول حدود القطاع سيكون كبيراً طالما أن الجانب الإسرائيلي يربط ملفَّي صفقة التبادل والأوضاع في غزة أحدهما بالآخر، وهو ما سيؤدي للعودة إلى النقطة الصفر.

وعلى هذا، أبلغ الوفد الفلسطيني المصريين، بحسب المصادر نفسها، أنه إذا أراد الاحتلال التوصّل إلى حلّ سريع، فعليه الموافقة على مبادئ الصفقة، وليس الطلب من الفلسطينيين تخفيض شروطهم.

نتيجة المباحثات

وعن نتيجة المناقشات، طلب الوفد الإسرائيلي معلومات عن الجنود الأسرى (الوضع الصحّي والنفسي) قبل اتّخاذ قرار من قِبَل الحكومة بخصوص مبادئ الصفقة، وهو ما ردّ عليه الوفد بأن الفلسطينيين جاهزون لتنفيذ المرحلة الأولى، والمُتمثّلة في تقديم معلومات عن الجنود مقابل الإفراج عن النساء والمرضى، كما حدث في الصفقة الماضية.

ومن المقرر أن يعود الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي مرّة أخرى إلى القاهرة، لاستكمال المباحثات الأسبوع المقبل.

إعادة إعمار غزة

وغادر الوفد الإسرائيلي الرفيع المستوى، والذي يرأسه منسّق شؤون الأسرى والمفقودين يارون بلوم والمسؤول الكبير في "مجلس الأمن القومي" نمرود غاز، لقارة أمس ووعاد إلى دولة الاحتلال، ناقلاً معه ما جرى خلال المناقشات.

وبعد وصول الوفد بساعات، أكدت "القناة الـ12" العبرية نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، أن "على حماس أن تعي جيداً أن إسرائيل لن تطلق سراح أسرى فلسطينيين مُلطّخة أيديهم بالدماء، نحن في وضع آخر، إسرائيل تعني ما تقول، لن تكون إعادة إعمار غزة ممكنة حتى يتمّ حلّ قضية الأسرى".

ووعلى الصعيد ذاته، قالت قناة "كان" العبرية، إن الوفد الإسرائيلي أبلغ "حماس" أنه "من دون حلّ قضية الجنود، لن يكون هناك تقدّم نحو تهدئة طويلة في غزة"، موضحةً أن "تل أبيب تأمل أن تتمكّن القاهرة من الضغط على قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، لإبداء مرونة في القضية، وهي تعتقد بأن مصر تمتلك الكثير من أدوات الضغط التي لم تستخدمها بعد لتحريك الأمر".

تفجير الأوضاع في غزة

ومن جانبها، أكدت المصادر الفلسطينية، لـ"الأخبار"، أن دولة الاحتلال تمارس ضغوطاً على مصر لتضغط الأخيرة بدورها على حركة "حماس" لتخفيض شروطها في ما يتعلّق بالصفقة، في مقابل تعهّد رئيس وزراء العدو، نفتالي بينت، بالعمل على تحسين صورة المصريين أمام الرئيس الأميركي جون بايدن، خلال لقائه المُتوقّع انعقاده خلال أسابيع.

وشددت المصادر على أن "حركة حماس متمسّكة بشروطها، وأن استمرار هذه السياسة كفيل بتفجّر الأوضاع في قطاع غزة، بما لا يرغب فيه الأميركيون والمصريون ودولة الاحتلال".

الأخبار اللبنانية