البوابة 24

البوابة 24

النخالة يصف الوساطة بين فتح وحماس بـ "تضييع الوقت" و"العبثية" ويكشف السبب الحقيقي لخلافهما

الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، القائد زياد النخالة
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، القائد زياد النخالة

فلسطين- البوابة 24

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، القائد زياد النخالة، أن المصالحة بين حركتي فتح وحماس غير ممكنة، واصفا التحركات والوساطات في هذا الإطار بـ"العبثية"، ومشددا على أن التسوية مع الاحتلال "مستحيلة"، وأن إقامة دولة فلسطينية لا يمكن أن يتم إلا عبر تغيير موازين القوى من خلال المقاومة.
 
وقال القائد النخالة في تصريحات صحفية: المصالحة غير ممكنة، وأي وساطة في هذا الإطار ليست سوى تضييع وقت، ولا يمكن الجمع بين برنامجين متناقضين، أحدهما يتبنى المقاومة والآخر يرفضها".

وأوضح أن اصطلاح المصالحة جاء كتسمية لما حدث وكأنه خلاف بين قبيلتين، مستدركا بالقول: لكن الصحيح هو أن الخلاف في الساحة الفلسطينية هو خلاف على البرامج والرؤى السياسية، وهذا الخلاف انعكس على الميدان، وعند الحديث عن مصالحة نجد أنفسنا أمام معركة برامج ولسنا أمام طرفين اختلفا واختصما وحدث مشكلة بينهما ويمكن أن ينتهي بالتسوية".

وأضاف القائد النخالة: هناك جهود عبثية تُبذل للمصالحة، وهناك ثرثرة سياسية أكثر مما ينبغي في هذا الملف، المفروض أننا نتحدث عن برامج ورؤى وكيف ندير صراعنا مع المشروع الصهيوني، نحن أمام مشروعين متناقضين تماماً، فلا يوجد اتفاق على ماذا تمثل إسرائيل بالنسبة لنا، هل هي عدو أم جار أم ماذا؟ حتى توصيف إسرائيل نحن لسنا متفقين عليه كقوى سياسية".

وحول إمكانية التسوية مع الاحتلال، يؤكد القائد النخالة أنها "مستحيلة"، مبينا أن حركة الجهاد الإسلامي كانت تتوقع منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 أن هذا المسار سوف ينتهي إلى الفشل، وسوف يؤدي بالفلسطينيين إلى هذا المأزق دون أن يصل بهم إلى بناء الدولة الفلسطينية.

وعدّ الأمين العام للجهاد، كل من يطرح التسوية مع الاحتلال ويعتقد بأنها ممكنة "لا يفهم طبيعة المشروع الصهيوني"، مشيرا إلى أن إقامة دولة فلسطينية لا يمكن أن يتم إلا عبر تغيير موازين القوى بالمقاومة".

وأكد القائد النخالة أن "لا قيمة لأي برنامج سياسي يتنازل عن حق الشعب الفلسطيني في كل فلسطين" مردفا بالقول: عندما يسلم الطرف الآخر أنه يوجد للفلسطينيين حق عندها يمكن أن يناقش الفلسطينيون إن كان هناك فرصة حل أم لا، وهل نقبل بالحل المطروح أم لا". 

وبيّن أنه عندما نطرح برنامجا سياسيا يقوم على السلام مع إسرائيل، فهذا يعني الاعتراف بالعدو، بينما المشروع الفلسطيني قام على أساس تحرير فلسطين باعتبارها أرضا تحت الاحتلال، معتبرا كل طرف يطرح فكرة التسوية مع إسرائيل "لا يفهم المشروع الصهيوني".

وزاد بالقول: يجب علينا إعادة قراءة المشروع الصهيوني، هذا المشروع يقوم على أن فلسطين هي إسرائيل، وأن القدس هي عاصمة لهم، كما أنهم يطلقون على الضفة الغربية اسم "يهودا والسامرة" وهذا هو أصل المشروع اليهودي في المنطقة العربية، وهذا يعني في المطاف الأخير أننا مختلفون على نفس الأيديولوجيا ونفس الأرض ونفس التاريخ".

ويرى القائد النخالة ضرورة أن يدفع الفلسطينيون ثمن إحداث تغيير في عقل العدو إلى أن يستسلم إلى فكرة أنه لا خيار سوى بالاعتراف بالفلسطينيين، موضحا أن كل المبادرات التي تُطرح الآن بأن الفلسطينيين يقبلون بدولة في حدود العام 1967 وبقرارات الشرعية الدولية ليست إلا رسائل في الهواء لا قيمة لها، ولا أحد يعطيها أي قيمة. 

وشدد على أن المقاومة هي الطريق الأصح والأصوب والأسلم في الصراع مع "المشروع الصهيوني"، ومؤكدا أن حركة الجهاد ضد البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الذي يقوم على التسوية، وفي نفس الوقت هي تدفع باتجاه أن يكون هناك جو موات ليعيش الفلسطينيون في وضع أفضل "ولكن ليس على حساب البرنامج السياسي وحقوق شعبنا" بحسب تعبير الأمين العام للجهاد الإسلامي.

وفيما يتعلق بالحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة، بيّن الأمين العام للجهاد الإسلامي أن هذه الحرب لها ميزة عن غيرها من الحروب السابقة، بأن أحدثت تغييراً في الوعي العربي والوعي الفلسطيني، والوعي الإسرائيلي، حيث تمكنت من كيّ الوعي الإسرائيلي من جهة وفي المقابل رفعت من مستوى الوعي العربي والفلسطيني وأصبح الكل يدرك بأن إسرائيل لم تعد تلك الدولة العظمى القوية المتنمرة على العالم العربي وصاحبة الجيش الذي لا يُقهر. 

واستطرد بالقول: بعد هذه الحرب أصبح لدى العرب والفلسطينيين إحساس بأن إسرائيل من الممكن هزيمتها، أما الإسرائيلي فأصبح مدركا بأنه يعيش في دولة مهددة ليس فيها أمان، ولاحظنا كيف أن كل الإسرائيليين تقريباً نزلوا إلى الملاجئ، وكانوا في الشوارع يحتمون بالأرض لمجرد سماعهم صفارات الإنذار، وهذا كله أحدث كيّاً في العقل الإسرائيلي.

 

البوابة 24