البوابة 24

البوابة 24

حول هجرة الفلسطينيين من سورية

خليل الصمادي
خليل الصمادي

بقلم:خليل الصمادي.


تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام إشاعة تفيد أن هناك اتفاقا بين الحكومة السورية والتركية ودول الاتحاد الأوروربي على هجرة ما تبقى من فلسطينيي سورية ، وقد تعززت هذه الإشاعات بمعطيات منها أن العودة لمخيم اليرموك ما زالت بالقطارة منذ خروج المسلحين منه قبل خمسة أعوام، وأن السفارة الفلسطينية في دمشق بدأت بصرف جواز سفر لأي حامل وثيقة سورية وبرسوم رمزية عشرة دولارات فقط.
القصة كما يلي : تصرف السفارات الفلسطينية لأي لاجئ يحمل وثيقة سارية المفعول جواز سفر مصفر برسوم تختلف من بلد لآخر ففي أوربا الرسوم 50 يورو وفي الخليج 300 ريالا أي حوالي 75 يورو أما في سورية وكما تقول القيادة الفلسطينية أنها خفضت الرسوم نظرًا للوضع المعيشي الصعب .


هل هناك اتفاق دولي لخروج اللاجئين من سورية؟
ولدى البحث والتعمق في هذا الموضوع تبين لي أنَّ هذا  كله مجرد كلام فارغ مصدره :
* أمنيات من أناس يحلمون بالهجرة تخلصًا من واقع معيشي مرير.
* إشاعات من قبل مغرضين  هدفهم شراء بيوت الناس بأبخس الأسعار          *  تصفية حسابات سياسية من قبل أناس يحبون أن تنتشر مسألة " المؤامرة" لتصفية القضية الفلسطينية.
* جهات صهيونية يهمها إفراغ المنطقة من كل لاجئ فلسطيني.
حقيقة جواز السلطة المصفر :
يعتبر هذا الجواز من أضعف الجوازات في العالم إذ لا يسمح بدخول أغلب بلدان العالم به إلا بالحصول على تأشيرة وغالبا ما يتم رفض التأشيرة، ومن تجربتي أنني حصلت على تأشيرة من السفارة المصرية بالرياض عام 2016 وتم طبعها عليه ولما وصلت مطار القاهرة قام ضابط الأمن بوضع علامة إكس ثم كتب تحتها لاغي .
وأما في الخليج فهو أقوى من الوثيقة وربما تعطي الدول الأوروبية وتركيا تأشيرة سياحية عليه إذا قدم حامله ما يفيد أنَّ وضعه المادي جيدٌ وأن عقده مجدد حتى يضمنوا رجعته للبلد الذي خرج منه.
الخروج إلى تركيا من سورية حاليا :
استفادت بعض مكاتب التأشيرات من هذا الوضع وأصبحوا يحتالون كي يجنوا أرباحا طائلة إذ يأخذون الجواز من سورية إلى غزة أو القدس  ويقدمونه على أساس أن صاحبه من سكان فلسطين ويضعون تأشيرة عليه ثم يعيدونه لصاحبه وتكلف هذه التأشيرة بين (400 إلى 600) دولار أمريكي وإذا أراد السفر لتركيا فلا شك أنه سيدفع المبلغ نفسه ثمن تذاكر ونقل .
وماذا بعد ؟
هبْ أنَّ الفلسطيني عنده زوجة وثلاثة أبناء يحتاج إلى 5000 دولار كمعدل وسطي للوصول إلى إستانبول  وهبْ أنه وصل هناك ماذا يفعل؟
ليست تركيا رخيصة وليس السكن فيها بالأمر اليسير ، ولا أونروا هناك ولا مساعدات،  وليست  طرق التهريب إلى أوروبا متاحة كما كانت من قبل يوم فتح أردوغان الحدود نكاية بأوروبا، وأغلقها بعد أن حقق غرضه.
لا شك أن اللاجئ سيعاني هناك معاناة لا مثيل لها وسيندم يوم لا ينفع الندم لا سيما إذا كان قد باع بيته بأبخس الأثمان.. أعرف أناسا ما زالوا بتركيا منذ خمسة سنوات وحاولوا الهروب لأوروبا وقد باءت كل محاولاتهم بالفشل غير الهراوات التي تلقوها من الجندرمة التركية واليونانية وحتى مفوضية اللاجئين تقول لك سجل وربما عشر سنوات تبقى منتظرا ، ويجب ان تعلم ان مدة التأشيرة السياحية التي ستحصل عليها مدتها شهران فقط .
خلاصة القول : قد تستسهل العشرة دولات عند إصدار جواز السلطة المصفر ولكن يجب أن تهيئ عشرة آلاف دولار أخرى إذا أحببت أن تبقى عاما واحدًا باستانبول ، ولا تنسَ أيضا أنه لو قبض عليك الأمن في استانبول وإقامتك بأي مدينة أخرى او انتهت مدة التأشيرة السياحية التي مدتها شهران فقط سيتم ترحيلك لإدلب مباشرة.
ولا شك أيضا كما نوهنا سابقا أن هناك جهات يهمها إفراغ المنطقة من أي لاجئ قد تكون جهات فلسطينية وعربية متواطئة معها.
إذا أحبت السفارة الفلسطينية أن تخدم شعبها عليها مخاطبة الجهات السورية ليل نهار لتسهيل عودتهم وتقديم الخدمات لهم من إزالة الركام وترميم البيوت خير لها من تسهيل توريط شعبها في هجرة غير مضمونة النتائج.
ولا انسى يوم خرج المحلل الصهيوني إيدي كوهين على قناة الجزيرة قبل عامين مشجعا فلسطينيي سورية الهجرة لأوروربا بقوله: روحوا اوروبا إذا معكم كرت أونروا روحوا هناك بتعيشوا مبسوطين..!
لن ننبسط إلا بفلسطين يرونه بعيدا ونراه قريبا بإذن الله.

 

البوابة 24