ماذا وراء لقاء الرئيس عباس بغانتس؟ هل يعتبر مقدمة لعودة المفاوضات؟

الرئيس محمود عباس وبيني غانتس
الرئيس محمود عباس وبيني غانتس

فلسطين - خاص البوابة 24

لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، التقى الرئيس محمود عباس بوفد حكومي إسرائيلي رفيع المستوى ممثلاً بوزير جيش الاحتلال بيني غانتس، في رام الله.

لعل هذا اللقاء في ظاهره يضمن مناقشة الأوضاع الاقتصادية للسلطة الفلسطينية، ومحاولة لإنعاشها من جديد، ولكن يبدو أن في باطنها عودة الحياة السياسية والمفاوضات بين الطرفين، خاصة بعد الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت إلى الولايات المتحدة الأمريكي ولقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن.

السؤال هنا، هل هذا اللقاء هو مقدمة لعودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من جديد؟

أكد جهاد حرب، المحلل السياسي لموقع "البوابة 24"، أن لقاء غانتس بالرئيس عباس، يأتي في إطار الضغوط الأمريكية، وفي إطار السياسة الإسرائيلية المتعلقة بتحسين الأوضاع الاقتصادية دون الدخول لجوانب سياسية تتعلق بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال: "جرى التفاهم حول مسألتين رئيسيتين، الأولى تحسين الاقتصاد من أجل تقوية السلطة الفلسطينية، والثانية تتمثل في الأمن بحيث عزل إمكانية حدوث أي تدهور للوضع الأمني الداخلي في فلسطين سواء ضد السلطة الوطنية الفلسطينية أو الاحتلال الإسرائيلي".

وفي السياق، أكد المحلل السياسي، أن هذا اللقاء هو المرة الأولى من نوعه منذ عشر سنوات، ولكن لا تنبئ بإمكانية عودة العلاقات السياسية أو المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، إنما هي جاءت كخطوات في إطار اللفتات التي تحدثت عنها أمريكا وإسرائيل، وبالتالي لن ينجم أي تبعات سياسية من هذا اللقاء، أو إقرار إسرائيل بخيار حل الدولتين، انما إبقاء الوضع على ما هو عليه بين إسرائيل وفلسطين مع اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاقتصادية للتخفيف من الأوضاع الاقتصادية الصعبة للسلطة والتعثر المالي القائم.

بدوره، أكد الدكتور هاني العقاد، المحلل السياسي لموقع "البوابة 24"، أن زيارة بيني غانتس لرام الله، ولقائه الرئيس محمود عباس، جاءت في وقت حرج وعلاقة متوترة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال: "جاءت هذه الزيارة ليس لرغبة إسرائيلية أو فلسطينية، وإنما نتيجة لتوجيهات ونصائح كبيرة من البيت الأبيض ولرئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينت، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن ولقائه بجو بايدن".

وأشار العقاد إلى أن هذا اللقاء يأتي في إطار سلسلة إجراءات قادمة لتحسين علاقتها مع السلطة الفلسطينية، وإعادة الثقة بالعملية السياسية بالمجمل، معتقدا في الوقت ذاته أن هذا اللقاء جاء في هذا الإطار ليس أكثر.

وقال: "هذا اللقاء لم يأت لكي تدرك إسرائيل أخطاءها التي أدت إلى إضعاف السلطة وتقويض سيادتها، وسوف تظهر نتائج اللقاء قريباً في صورة تحسين العلاقة بين إسرائيل والسلطة، ووقف اقتحام المدن الفلسطينية من قبل الجيش والعديد من الإجراءات التي ستساهم في بسط السلطة الفلسطينية سيادتها على المناطق بما فيها مناطق (C).

وأضاف العقاد:" إن ذلك يدلل على أن هناك تفاهمات أمريكية إسرائيلية كبيرة فيما يتعلق بالصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتحضير لمرحلة قادمة تؤدي فيها الإدارة الأمريكية دور فاعلي في علمية سياسية جديدة ".

في سياق ذي صلة، رأى المحلل السياسي، أن توجيهات واشنطن واضحة وهي تهيئة الطرفين لطاولة المفاوضات، والتي لا بد وأن تركز على مبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية

أعتقد أن توجيهات واشنطن في هذا الإطار واضحة وهي تهيئة الطرفين لطاولة المفاوضات والتي لابد وأن ترتكز على مبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، لافتا في الوقت ذاته إلى أن القرار الفلسطينيين واضح في هذا الإطار أن لا عودة لطاولة المفاوضات إلا إذا اعترفت إسرائيل والتزمت بكافة التفاهمات والاتفاقيات السابقة وكفت عن محاولات تقويض السلطة الفلسطينية وحصارها واقتحام مناطقها، وأوقفت الاستيطان في مناطق الضفة ورفع يدها عن القرصنة على أموال الضرائب ووقف هدم البيوت في القدس واقتحام المسجد الأقصى والسماح للسلطة بإنشاء خط سكة حديدة يربط المحافظات الفلسطينية وإلغاء مشروع السيطرة على مطار قلنديا الفلسطيني، وتخلت عن مخطط السيطرة على الأغوار الشمالية.

وقال:" أعتقد أن ذلك ما تم إبلاغه لغانتس خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما أعتقد أن الولايات المتحدة الآن أمام خطة كبيرة تهدف لتهيئة الطرفين اليوم لطاولة المفاوضات على أساس حل الدولتين الذي أكد عليه بايدن خلال لقائه نفتالي بينت بالأمس، بان لا حل للصراع سوى حل الدولتين وتحقيق الكرامة والمساواة للفلسطينيين والإسرائيليين على السواء.

البوابة 24