أحاديث رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي

شوقي العيسة
شوقي العيسة

بقلم:شوقي العيسة
الصحفي الاسرائيلي الوف بين يكتب تحليلا عن رئيس وزرائهم بناء على احاديثه وتصريحاته خلال الايام الاخيرة معتمدا على نصوص منها.
(الاحتلال والضم موجودان قبل ولادة بينيت (رئيس الوزراء) وليست من اختراعاته) وهو الان يتحدث ويتصرف بناء على ذلك وقناعته بان فلسطين كلها لليهود هي بوصلته.  (والفرق عن سابقيه انهم تحدثوا وبعضهم حاولوا تغيير ذلك) . يقول بينيت "الوضع القائم نعمة اما الحديث عن دولة فلسطينية فيشكل خطرا حقيقيا على امن اسرائيل". ويقول انا "آمل ان بعض الفتات في الاقتصاد سيشبع جوع الفلسطينيين لحق تقرير المصير وحقوقهم الوطنية.      ان العامل الفلسطيني اذا اصبح يذهب الى العمل في السادسة صباحا وليس الرابعة سيشعر براحة وانجاز ولن يزعج نفسه بالمستوطنات والاعتقالات والاضطهاد السياسي. ما قيمة كل ذلك له مقابل الحصول على دخل جيد في ورشة بناء اسرائيلية".  يقول "مع وجود بايدن رئيس الولايات المتحدة وعلاقاتنا مع الدول العربية في تحسن، لا داعي لازعاج حلفائنا بالحديث عن توسيع سيادتنا او بخطوات استفزاز مثل ترحيل الفلسطينيين من الخان الاحمر . علينا ابقاء حلفائنا مرتاحين وفي نفس الوقت نحث الخطى بلطف ونعومة ولكن بثبات اتجاه الدولة الواحدة" . 
هذا هو جوهر سياسة بينيت. يقول الوف بين . وهو اهم لمستقبل اسرائيل من اي تغيير.
من خلال ما كتبه الصحفي الوف بين ومن خلال النصوص التي نقلها عن نفتالي بينيت رئيس وزراء اسرائيل يمكن الاستنتاج ان بينيت يفكر بشكل مزدوج فهو من ناحية يفكر بعقلية ال بيزنيس مان بالطريقة الامريكية، فهو ينحدر من عائلة امريكية وجمع ثروة من خلال ال بيزنيس في شركات التكنولوجيا الحديثة. ومن ناحية اخرى يفكر بعقلية الصهيوني الغارق حتى النخاع في العنصرية والشوفينية. وهذا لا يعني انه لا يحمل فكرا وبرنامجا سياسيا، ولكن فكره وبرنامجه يعتمدان على شخصيته وتربيته وعلى الوقائع على الارض التي خلقها من سبقوه. ولكنه مثل كل الصهاينة والكثير من المستشرقين ينسى ان الفلسطينيين يفكرون بطريقة مختلفة تماما عنه ويفهمون الحياة بسيكولوجيا مختلفة. بينيت لم يراجع دروسه جيدا والا لكان علم ان اوضاع الفلسطينيين الاقتصادية والاجتماعية قبيل الانتفاضة الاولى عام ١٩٨٧ وقبيل الانتفاضة الثانية عام ٢٠٠٠ كانت افضل مما يريد منحه لهم الان ليبعدهم عن السياسة والنضال ضد الاحتلال. وقتذاك قلب الفلسطينيون الطاولة في وجه الاحتلال، هذه المرة سيقلبونها في وجه الاحتلال والسلطة والجميع ولن يعودوا يقبلوا بدولة على حدود ١٩٦٧. فنموذج جنوب افريقيا افضل بكثير .
لا يفهم الصهاينة، ايضا، انه عبر التاريخ زالت كل الاحتلالات وانتهى الاستعمار بشكله الكلاسيكي. هناك تجربتان فقط امريكا واستراليا لم ينطبق عليهما ذلك لاسباب مختلفة لا مجال لشرحها هنا ولكن بالتأكيد ان ما حصل هناك قبل مئات السنين لا يوجد ادنى فرصة لتطبيقه في فلسطين.

 

البوابة 24