فلسطين - البوابة 24
كشفت صحيفة تركية، اليوم الجمعة، تفاصيل مثيرة عن خلية الموساد الإسرائيلي، وكيفية قيام عملائها بتجنيد أحد المعتقلين لتعقب الفلسطينيين الذين يقيمون في تركيا.
ونقل موقع "عربي 21" عن صحيفة "صباح" التركية، أن عملاء الموساد تواصلوا مع متهم في القضية، بحجة أنه يريد أبحاث ودراسات، وكان يطلب معلومات على شكل دراسة مقابل المال، دون إدراك منه بأنه يعمل لصالح الموساد الإسرائيلي.
وكشفت التحقيقات أن أحد المتهمين، يدير شرطة في اسطنبول، يقدم فيها الخدمات الاستشارية للطلاب، وأن الارتباط الأول له مع أحد عملاء الموساد عام 2018، وتواصل معه عبر رقم أجنبي من خلال تطبيق "واتساب"، ليخبره بأن هناك زبائن يقيمون في ألمانيا من أصول عربية، يرغب أبناؤهم في الدراسة في تركيا، طالبا منه تزويده بالمعلومات.
وأعطى المتهم "م.أ.س" عميل الموساد "أ.ز" تفاصيل عن الطرق التي يدخل بها الطلاب الفلسطينيون الجامعات في تركيا، والإمكانيات والتسهيلات التي توفرها الحكومة والبلديات التركية لهم.
وبعد أسبوع واحد، أرسل المتهم، الدراسة التي قام باعدادها إلى عميل الموساد، وعلى اثر ذلك تلقى مئات اليورو عبر التحويلات السريعة "ويسترن يونيون"، وبلغت الدفعة الأولى آلاف اليوروهات والدولارات، تلقاها خلال ثلاث سنوات.
وبعد ذلك، وافق المتهم على طلب لعميل الموساد للقيام بدراستين منفصلتين عن المنظمات غير الحكومية الفلسطينية في تركيا، وأرسل المعلومات التي جمعها بالطريقة ذاتها.
وحصل الاتصال الأول وجهاً لوجه بين المتهم والموساد الإسرائيلي عام 2019، وأبلغ عميل الموساد المتهم، بأن عنده صديق مقرب يوّد مساعدة الشعب الفلسطيني.
ومما ورد في إفادة المتهم قوله:"أبلغني صديق عميل الموساد بأنه يعمل لصالح الاتحاد الأوروبي، وأنه يرغب بمساعدة فلسطين والفلسطينيين، وطلب مني الحصول على معلومات حول المنظمات غير الحكومية الفلسطينية العاملة في تركيا، وقال لي إن لديهم شركة في ألمانيا. ومن أجل التواصل أعطاني حسابه في Protonmail".
وحصل المتهم على آلاف من اليورو من قبل عميل الموساد الذي يدعي أنه من الاتحاد الأوروبي، لقاء ملفات مختلفة منذ بدء عام 2020، وبينت وصولات استلام أموال من ماركت في منطقة باتيشهير في إسطنبول، حصوله على آلاف الدولارات لقاء معلومات وفرها عن جمعية تعمل في إسطنبول.
وفي القضية الأخرى، طلب منه عملاء الموساد توفير معلومات بشأن فلسطينيين علقوا في مطار إسطنبول بسبب إجراءات كورونا، والجهات التي قدمت لهم المساعدة، ومن ثم أجرى دراسة حول الأمر، وأرسلها للموساد.
واستمر التواصل بين المتهم وعناصر الموساد، بهذا الشكل، حتى أبريل 2021، إلى أن طلب الموساد عقد لقاء وجاهي، في دولة أوروبية، وتم اعلامه بأن تكاليف التأشيرة وجواز السفر والفندق سيغطيها من طرفه، وقد جرى التواصل من خلال قنصلية سويسرا من خلال دعوة باسم "European Student Guidence Center" (ESGC).
وبين المتهم خلال التحقيقات عند المخابرات التركية أنه ذهب لقنصلية سويسرا، وتقدم بطلب تأشيرة وحصل عليها خلال ساعة فقط.
وتابع: "استقبلني عميل الموساد "أ.ز" ذاته، في مطار زيورخ في 10 يونيو 2021، وتبين أنه شخص كهل. وأعطاني باليد 500 يورو، وغادر بي إلى الفندق".
وأضاف: "أخذني إلى فندق آخر من أجل مقابلة المسؤول في الموساد الذي يدعي أنه من الاتحاد الأوروبي "م.ج"، واتضح أنه يبلغ من العمر 41 عاما، وكان يرتدي بدلة، وأبلغ الكهل بأنه يمكنه المغادرة، وفي اليوم التالي التقينا في فندق آخر، وذهبت إلى غرفته، وأحضر جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به ليريني كيفية تشفير ملفات Word عبر "Protonmail"، وأعطاني 2000 يورو، وجرى التواصل بعدها عبر التطبيق".
وأفاد بأنه توجه مرة أخرى إلى زيورخ في سويسرا في أغسطس الماضي، وقابل شحصا يدعى "جون" بجوار المسؤول في الموساد، خلال استقباله في المطار.
وبين المتهم أنه شك بأنهم ضباط مخابرات، وأخبره مسؤول المسؤول بامكانك اعتبارنا منظمة تشبه الاستخبارات، مكلفة بإجراء أبحاث لمؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي".
وأوضح أن المتهم حصل على حوالي 10 آلاف دولار من مسؤولي الموساد في الثلاث سنوات.
يشار إلى أن صحيفة "صباح" التركية، كشفت الخميس، عن أن المخابرات التركية اكتشفت خلية للموساد الإسرائيلي، وفكك الخلية المكونة من 15 شخصاً بتهمة التجسس الدولي، وتم سجنهم جميعاً في سجن بمدينة اسطنبول.