دُلَّني أينَ الطريقُ
سليم النفار
لم يكنْ سهلاً إليها الطريقُ
محفوفاً بالمخاطرِ، دائماً
بين فاصلةٍ و أخرى تنتهي سيرةٌ
وتندلعُ الحكايا من جديدْ
لكنَّها الشّامُ
سربٌ من عصافيرها
يحتفي بالفضاء المؤدي إلى زُرقةٍ واسعةْ
دربها سلسٌ بهيٌّ ، يطولُ، ولا يطولُ
على رسلهِ يتهجّى وجوهاً
ولكنْ:
لا تؤوب الخطى من عناءْ
حاملُ التاريخِ هناكْ
لم يشرحْ تفاصيلها للفتى المُعبَّأِ بالذكرياتْ
هامشيّاً كان الحنينُ إلى:
عابرٍ في سبيلِ التنزّهْ
يقنصُ الصورة المُشتهاةْ
من رصيف الزمان القديمْ
من ركام الأماني في اشتعال المضارعْ
هل تناءتْ دروبُ البلادْ / كي تضيع المعاني خليطاً
هنا أو هناكْ؟
بريئةٌ خُطى الفتى
ما كان يقصد غير ابتسامةٍ
ترشقُ صبحه في الصالحية
أو قريباً من حدود الحياة، حيث تضجُّ الحياة بالحياةْ
كان الطريق الى الشّام
يشبهنا،
ربّما ليس تماماً ولكنْ:
لم نختلفْ على فسحة الأمل
أو دروبِ العمل
شارع بغداد لم يكن بعيداً عن قاسيون
فاللاذقية شرفةُ المساء الشّامي على البحر
تجمعنا جميعاً في حوارٍ،
لا يُطيح بالآخرين.
الآن دُلَّني يا فتى من أين يبدأ الحنين
ومن أين الطريق إلى الشّام؟!