فلسطين: محللون يكشفون مصير موجة غلاء الأسعار الجنونية في رمضان 2022

صورة توضيحية
صورة توضيحية

فلسطين - خاص البوابة 24

أيام قليلة ويهل على المواطنين الفلسطينيين شهر رمضان المبارك، ولكن الشهر هذا العام في ظروف مختلفة عن الأعوام الماضية، على رأسها الحرب الروسية الأوكرانية، التي القت بظلالها على كافة الجوانب الحياتية، واهما الاقتصادية، حيث أدت الى رفع أسعار كافة السلع، رغم ما يعانيه المواطنون من ظروف مادية صعبة.

واعتاد المواطنون الفلسطينيون، التجهز لشهر رمضان المبارك، بالنزول الى الأسواق، لشراء الاحتياجات اللازمة له من مواد غذائية، ولكن يبدو هذا العام سيكون مختلفة وسط ارتفاع الأسعار، فقط يلجؤون الى السلع البديلة التي ربما لا تكفي احتياجاتهم.

موقع "البوابة 24" تواصل مع بعض المحللين في الشأن الاقتصادي، للتعرف على اثر ارتفاع أسعار السلع على المواطنين خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، بالإضافة الى تأثير ذلك على المشاريع الاغاثية والبناء، وخرجت بالقرير التالي..

تغيرات على أسعار البضائع 
أكد الدكتور خليل النمروطي، أستاذ علم الاقتصاد في الجامعة الإسلامية بغزة، أنه في العادة، مع بداية شهر رمضان في كل عام، سواء كانت الظروف عادية او غير غادية، الجميع يشهد حالة من التغير في السوق، لافتا إلى أسعار السلع بكافة أنواعها تشهد تغيرات، سواء اللحوم او الخضار او اللحوم او الاجبان والالبان.

وقال النمروطي: "في شهر رمضان، نشهد بعض الحالات غير المنطقية، حيث يكون هناك شح في بعض السيولة النقدية (الفكة)، وهذه من الظواهر السيئة، لذلك يجب توفيرها لتخفيف الازمة الموجودة".

وأوضح النمروطي، أن بعض التجار يسلك سلوكاً غير منطقي، ويصل الى مرحلة سلوك المحتكر عبر رفع الأسعار، وهذا ربما يكون من قبل تاجر الجملة او الذي استورد البضاعة، وبالتالي الجميع يشهد غلاء الى حد كبير في أسعار السلع ذات العلاقة في شهر رمضان.

الازمة الروسية الاوكرانية
وأشار إلى أن الازمة الروسية الأوكرانية، ألقت بثقل شديد على أسعار السلع، حيث ان الكثير من السلع ارتفعت أسعارها عالمياً، منوها إلى أن الامر ليس مقتصرا على هذه الازمة وانما كذلك ازمة جائحة كورونا التي أدت الى ارتفاع تكاليف النقل، وعدم قدرة الدول المنتجة على تلبية طلبات الدول المستوردة.

وقال: "جاءت الازمة الروسية الأوكرانية وصبت الزيت على النار، حيث أدت الى النقص الحاد، حيث أن الجميع يعلم أن كلا من روسيا وأوكرانيا من الدول المتخصصة في انتاج العديد من الحبوب والزيوت والتي تعتبر مواد أساسية للمواطنين".

وأضاف النمروطي: "هل ارتفعت الأسعار في فلسطين بنفس المعدل الذي ارتفعت به في دول العالم؟، حيث أن معظم التقارير تشير إلى أن الأسعار ارتفعت في فلسطين بمعدل أعلى من دول العالم، وهذا يمثل مشكلة نتيجة سلوك التجار، وبالتالي أصدرت الجهات المعنية سواء في الضفة الغربية او قطاع غزة، مجموعة من القرارات بمنع احتكار السلع ومنع التجار من رفع الأسعار، ووضعوا سقفاً سعريا لبعض السلع".

القدرة الشرائية قليلة
وفي السياق، أكد أستاذ علم الاقتصاد في الجامعة الإسلامية، أن القدرة الشرائية للمواطن مع عدم ارتفاع الأسعار منخفضة نتيجة ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض مستوى الأجور والرواتب، فكيف سيكون الوضع لديهم في ظل ارتفاع الأسعار، وبالتالي ستكون القدرة الشرائية لديهم قليلة جدا.

وفي السياق، قال النمروطي: "نجد الكثير من المواطنين، يقللون استهلاكهم، او يلجؤون الى السلع البديلة التي لا تعطيه درجة اشباع كافية عن السلع الأساسية وهذا يلحق الضرر به، وبالتالي يجب على الحكومية متابعة الأسعار بالحد الأقصى، كما يجب أن يكون هناك حملات إعلامية لحث التجار على عدم رفع الأسعار".

تأثير ارتفاع الاسعار على المشاريع الاغاثية والبناء
وفيما يتعلق بتأثير ارتفاع السلع على المشاريع، أكد النمروطي، أن ارتفاع الأسعار سيؤثر بشكل كبير على المشاريع والبناء في قطاع غزة، منوها في الوقت ذاته إلى أن قبل عام كان ثمن طن الحديد 2200 او 2300، ثم ارتفع الى 2800 شيكل، ثم استقر بعد ذلك عند 3400 شيكل، واليوم يتم الحديث عن 4000 شيكل للطن الواحد.

وتوقع ألا يتم توقف المشاريع الدولية في قطاع غزة نتيجة ارتفاع الأسعار، ولكن ستتراجع، مشيرا إلى أن المشاريع الخاصة ستتوقف، لأنه سيكون هناك تكلفة إضافية على المستثمر، او الذي يريد بناء منزل او منشآه.

هل الأسعار مبررة
من جانبه، أكد الدكتور نائل موسى، أستاذ الاقتصاد في جامعة النجاح الوطنية، أن ظاهرة ارتفاع الأسعار في بداية شهر رمضان المبارك مستمرة في كل عام، نتيجة صدمة الطلب على المواد الغذائية والاساسية.

وقال موسى: "ولكن في هذا العام هناك شيء مميز، وهي الأزمة الروسية الأوكرانية، وامتداد جائحة كورونا التي ضربت العالم، فكل ذلك أدى الى ارتفاع الأسعار، سواء في الضفة الغربية او في قطاع غزة، ولكن هل هذه الأسعار مبررة أو غير مبررة؟".

وأضاف: "نحن نعلم أنه مع بداية شهر رمضان ترتفع الأسعار نتيجة زيادة الطلب على السلع، وهذا يقل بعد يومين او ثلاثة أيام من دخول شهر رمضان، حيث أن هذا الارتفاع غير مبرر، حيث أنه بعد مرور يومين او ثلاثة أيام تعود الأسعار كما كانت".

وتابع موسى بقوله: "المشكلة الان تكمن في الازمة الروسية الأوكرانية، حيث ترتفع الأسعار نتيجة فقط الحرب وليس تأثيراتها، حيث أنه قبل وصول الشحنات الى فلسطين، فإن التجار قاموا برفع الأسعار، حيث أن هذه الارتفاع غير مبرر، وهو بحاجة الى رقابة من قبل الجهات المعنية سواء في الضفة او غزة".

وأشار إلى أن وضع المواطن الفلسطيني صعب في الأصل، حيث عند رفع الأسعار فإنه سيتحول من خط الفقر الى ما تحت خط الفقر، وبالتالي تأثيرات ذلك ستكون سلبية جديدة، منوها في الوقت ذاته إلى أن حجم الاستيراد في فلسطين يساوي 67%، من الإنتاج المحلي، حيث أن جزء كبير من الاستهلاك هو من الخارج وهذا سيؤثر على المستهلك الفلسطيني.

وفي السياق، أكد أستاذ علم الاقتصاد بجامعة النجاح الوطنية، أن رفع الأسعار سيؤثر بشكل كبير على المشاريع الاغاثية والبناء في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه عندما يرتفع سعر طن الحديد الى 4300 شيكل، يعني انه ارتفع 23% خلال يوم واحد، وبالتالي الكثير من العطاءات ستخسر.

وقال موسى: "حتى رفع الأسعار سيؤثر على السلات الغذائية، حيث أن ارتفاع الأسعار سيدفع الجهات الإغاثية توزع 700 سلة غذائية بدلا من أن كانت توزع 1000 سلة، وهذا في حال كانت بنفس محتوياتها".

البوابة 24