بقلم:الكاتب الصحفى جلال نشوان
عيون تكحلت بالأسى وقلوب أثخنتها الجراح ، وأيام تمضى ببطء والمرارة تملأ النفوس ، أزمات متتالية والمشهد يزداد تعقيدا ، والأجندة الحزبية والمحاصصة تطفو على السطح واحتمالات الانهيار تؤرق كل ألوان الطيف السياسى وكل محبى هذا البلد .
ولعل اللقاء العاصف الذى جرى بين الرئيس عون ورئيس الوزراء المكلف الحريرى يؤكد ضبابية الموقف ،الأمر الذى يؤكد أن واقع لبنان على صفيح ساخن
ويبقى السؤال : هل الأزمة أزمة حكم أم أزمة حكومة ؟
فى الحقيقة بات الوضع فى لبنان مفتوحا على كل الاحتمالات والانهيار بعدما تغلب عناد الرئيس عون على مصلحة لبنان العليا ...
أجواء التشاؤم تقدمت على أجواء التفاؤل
ونحن فى فلسطين نتمنى ان يتجاوز الأخوة اللبنانيين هذه الأزمة الصعبة وان يضعوا لبنان فوق كل اعتبار ،لان لبنان له مكان فى قلب كل فلسطيني ، حيث التحم الشعبان فى أزمات كثيرة ،وكان المشهد نموذجيا و ان الشعبين شعب واحد ...
وفى قراءة متأنية يلحظ كل مراقب للمشهد اللبنانى أن العامل الاقليمى والدولى هو الحاضر دوما وهو من يمنع تلاقى الاخوة اللبنانيين عند منتصف الطريق ؟فهناك قوى عربية ودولية لايروق لها الوفاق اللبنانى وتبذل جهودا مضنية لاشتعال الحرائق باستمرار وعلى سبيل المثال لا الحصر التدخل الفرنسى السافر الذى يفرض أجندته على المشهد ، اذ زار ماكرون لبنان مرتين ووضع خارطة طريق سياسية فى ظاهرها المساعدة ولكن فى عمقها تدخلاً صارخا الأمر الذى زاد المشهد تعقيدا
الرئيس الحريرى وضع نصب عينيه تشكيل حكومة لبنانية من الاختصاصين الذين لا ينتموا الى أحزاب سياسية ، تدير دفة الأمور وتحفظ لبنان من الانهيار والرئيس يحتفظ بالثلث المعطل وعلى قاعدة الحزبية ،اى حكومة (تكنوسياسية ) وهنا تنازعت الاهواء واختلفت الآراء وهذا يجعل لبنان على مفترق طرق
الشارع اللبنانى الذى اعتصم فى الشوارع يراقب المشهد جيدا وعينه على حكومة تنتصر لقضايا الشباب العاطلين عن العمل و ضخ الأكسجين فى رئة الاقتصاد اللبنانى ، وللأسف ترك العرب لبنان يعيش أزماته الاقتصادية الصعبة وحيدا ولم يمدوا يد العون له
ويبقى السؤال الأكثر الحاحا اين جامعة الدول العربية ولماذا لم يذهب اى وفد عربى برئاسة الامين العام للجامعة لرأب الصدع وحث الأطراف على الجلوس على طاولة الحوار ؟
وللأسف ،فان المشروع الصهيوامريكى (الفوضى الخلاقة ) يمضى قدما وهو تدمير الدول العربية وتحويلها الى دول فاشلة غير مستقرة لتنضم الى جمهوريات الموز !!!
نأمل للبنان الحبيب ان يستقر وان تعود المياه لمجاريها ،لأن ما تضمره قوى الشر والعدوان الكثير من المشاريع السياسية القذرة و اذا ما اتفق الفرقاء اللبنايين واستمعوا الى لغة الحوار فستهب العاصفة وبعدها لن ينفع الندم