البوابة 24

البوابة 24

ادارة الصراع بين الواقع والمأمول

جلال نشوان
جلال نشوان

الكاتب الصحفى جلال نشوان

نجح المشروع الصهيوامريكى فى المنطقة بنقل قضيتنا الفلسطينية من مركز الصدارة الى موقع أقل تقدما ،خصوصا بعد أحداث الربيع الأمريكى ، حيث استطاعت الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل اشغال الدول العربية بصراعات داخلية مريرة ، حيث اعطت كل دولة عربية أولوية لظروفها الخاصة ، ولم تكتف بذلك بل اجبرت الدول العربية على التطبيع مع المحتل وكل ذلك للاستفراد بالشعب الفلسطينى ، وتصفية قضيته ،ولم تكتف بذلك بل سيرت حملات اعلامية شرسة بان مساندة الشعب الفلسطينى هو بمثابة تحجر فكرى وأصبح من مخلفات الماضى ولم يتفاجأ الشعب الفلسطينى بخروج المطبعين على شبكات التواصل الاجتماعى ببث سمومهم لخلق رأى عام يهدف الى تخدير الشعوب العربية وتثبيط عزيمتها لخلق مناخ ملائم لتطبيق صفقة القرن ،لكن الشعب الفلسطينى وقيادته وكل مكونات شعبنا كانوا بالمرصاد ،الأمر الذى أذهل العالم كله ،واستمرت المؤامرة بقطع الأموال عن وكالة الغوث وتجفيف منابع المساعدات عن شعبنا ،ونجح الشعب الفلسطينى بادارة هذا الصراع المرير واليوم تداهمنا اسئلة كثيرة كيف ندير الصراع حتى نسير بالاتجاه الصحيح للتصدى للمشاريع السياسية القادمة ؟

وهل الانتخابات الفلسطينية القادمة ستقدم لنا قيادات قادرة على انتشال المشروع الوطنى من محاولات التذويب ؟

لقد تصدى شعبنا الى الكثير من الأعاصير وظل شامخا منتصرا ، واليوم تشهد الساحة الاسرائيلية ولادة أفواج من المتطرفين ذوى الأيديولوجيات المتطرفة ،وهذا يحثنا على اعادة صياغة الامور وبحث استراتيجيات الشراكة الوطنية القائمة على الالتقاء حتى لو فى منتصف الطريق ...

الانتخابات الاسرائيلية المتتالية تظهر فى كل مرة ومن خلال برامج القوائم و التحالفات اليمينية المتطرفة ملامح السياسة القادمة القائمة على العدوان واغراق الأرض الفلسطينية بالاستيطان وتهويد القدس وتدمير حل الدولتين وفرض سياسة الأمر الواقع

وهنا يداهمنا السؤال الاكثر اهمية :الا يستدعى كل ذلك التفكير مليا فى انهاء الانقسام والاتفاق على استراتيجية وطنية قادرة على مجابهة التحديات ؟!!!

فقضيتنا ترواح مكانها منذ عقود وأصبح من الطبيعى ان تثار بشانها الأحاديث وتتجدد الأفكار خصوصا ان هناك أكثر من مئة وعشرين دولة تعترف بالدولة الفلسطينية كما أنها قضية مركزية لمعظم الدول الاسلامية وهى القضية التى تشكل لب الصراع وبدونها لن يستقر الشرق الاوسط

نتمنى اجراء الانتخابات والخروج من واقعنا المزرى لندير الصراع المرير مع المحتل حتى تعبر السفينة الى بر الامان ونتمنى من أبناء شعبنا التصويت لقيادات وطنية قادرة على انتشال المشروع الوطنى من محاولات قوى الشر والعدوان التى تخطط وعلى مدار الساعة للنيل منا.

البوابة 24