البوابة 24

البوابة 24

الانتخابات قد تكون ثورة

بهجت حامد المناصرة 
بهجت حامد المناصرة 

بهجت حامد المناصرة 

العديد من ابناء شعبنا يغرقون في حالة من اليأس والاحباط  وليس لديهم اي امل بان تحدث الانتخابات القادمة اي تغيير ..طبعا غير ملومين على ذلك  فتجربتهم المريرة  مع   ثورة   وكوادر  حطوا كل ثقتهم وايمانهم بها و  بطهارة  ادواتها  ليكتشفوا وامام اعينهم   كيف  تحولت الى سلطة  موحلة في الفساد ومحسوبية  قوادها  واسقاط عظام الرقبة  بامتيازات  على حساب شعب رهن عمرة من اجل الثورة والفدائية  .. .

هذا المشهد لم يكن الاحتلال الصهيوني بمنئا عن صنعه  والتخطيط المسبق لنزع الثقة  من القيادة التاريخية للشعب الفلسطيني من خلال جرهم الى مستنق العملية السلمية  (اوسلو )  ومدهم بامتيازات واغوائه بفتح الافاق لهم ولحواشيهم وكل عظام الرقبة  من الاستثمارات وبناء المشارع الشخصية   وتنسيتهم  خطهم الثوري  هذا من جهة ومن جهة اخرى  السماح  لنهوض تيار منافس  للثورة ومتقنع بعباءة الدين  ارتكز خطابه على التشكيك بالقيادة  والطعن بمصداقيتها  وتكفيرها  وزعزعة  وحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني ..

نجحت الخطة وبامتياز   فقد غرق الفسدة في الوحلة ولم يتنبهوا. وقد انسابت وحلتهم على كل الجداول السياسية   واغرقت كذلك وادي  من ادعوا  انهم البديل واوهموا الشعب انهم هم البديل  في مرحلة   اصبح الفساد سمة عامة  لم ينعتق منها اي طرف وتقلدوا  الفاسيدي كل مفاصل الحياة    على ضفتي الانقسام .. وبيدهم كل شيئ  المال والاعلام والنفوذ وفرغوا المؤسسات والاتحادات الشعبية من مضامينها الثورية كي لا يحاسبوا  واستمرؤا هذه الحالة  وعندما احسوا باحتقان الشعب وتظمره  ذهبوا للتفكير لتحالفهم  وبحث تشكيل قائمة موحده  لطرفي الانقسام ومن يريد من الفصائل  الصغيرة   دون انهاء الانقسام وتوحيد شطري الوطن    وكل الهدف هو اطالة عمر وجودهم  وامتيازاتهم .. من هذا تولدت حالة اليأس والاحباط  عند الجمهور  وعدم ثقته بكل ما هو جاري  من عملية انتخابية والامل باحداثها اي تغيير يذكر  . 

ان اليأس والاحباط  عندما يكون فردي   قد يقود صاحبه الى الاستكانة  والانعزال وربما الانتحار ..ولكن عندما يكون حالة شعبية عامة  فانه يرفع من درجة الاحتقان  والرغبة  بالانفجار ..ان الشعوب مهما احبطت لن تنتحر  او تديم من نومها ..فالشعوب على مر التاريخ تفجر ثورتها  .تقلب الموازين دون انظار مسبق او على موعد محدد .. والثورة لها اشكال عديدة   والانتخابات هي شكل من اشكال الثورة  حين تحدث تغيير  وتقلب الموازين  ... الثورة تاتي بعد احتقان شديد عند الشعب  ويكون جاهز وينتظر من يقرع الجرس او يوقد الشعلة  ..فمثلا بو عزيزة عندما احرق انفسه قد   اوقد شعلة  الثورة التونسية لشعب تونس المحتقن والذي لم يكن قد وصل الى درجة الاحتقان الذي يحتقنها شعبنا اليوم .
شعبنا جاهز لجعل الانتخابات ثورته المنشودة وينتظر بو عزيزة فلسطيني لا ليحرق نفسه بل ليشكل قائمة انتخابية يجمع عليها شعبنا  ويفعل التغيير
2021/3/27

البوابة 24