د. ميلاد جبران البصير *
في البدايه وبهذا المناسبة الجميله وقبل كل شيء اقدم احر وأصدق التهاني والتبريكات لكافه ابناء وبنات شعبنا الفلسطيني دون استثناء المسلمون والمسيحيون في جميع أماكن تواجده في ارض الوطن وفي الشتات ولا أنسى اسرانا البواسل خلف القضبان وكل عام ونحن صامدون يد بيد جميعا شعب واحد وقضيه واحده ومسيرة واحدة وهدف واحد ومصير واحد. هذة المناسبة الغراء التي نحتفل بها وهي ولاده الطفل يسوع في مغارة بيت لحم، وهي مناسبة دينية قبل كل شيء ولكنها أيضا مناسبه وطنيه من الدرحه الأولى حيث من خلالها نعم نحتفل بميلاد المخلص في مدينتنا الفلسطينيه بيت لحم والذي حمل معه رسالة أمل ومحبة وسلام تُدخل البهجة والسرور والتسامح لكل فلسطيني ولملايين المؤمنين حول العالم. بهذة المناسبه الجميله والتي تحمل بين طياتها أسمى واجمل رسائل السلم والسلام من طفل فقير يولد في مدود في مغارة يتحدى جبروت الرومان القوة العظمى في تلك الحقبه التاريخيه ليس بقوته وليس بقوة جيشه وكيفيه تسليحه بل بالرساله التي يحملها معه للانسانيه ، رساله محبه وتسامح وسلم وسلام رساله تعايش سلمي ورفض العنف والاضطهاد ( من ضربك غلى خدك الأيمن فدر له الايسر) .
بهذة المناسبه ذات الطابع الديني والوطني أيضا يمر شعبنا وقضيتنا في ظروف عصيبه ومعقدة للغايه لا نحسد عليها فبطش الاحتلال وجبروته وتصرفاته العنصريه والاستعماريه ضد أبناء شعبنا كافه دون استثناء وضد مقدساتنا الاسلاميه والمسيحيه ، هذا البطش وصل ذروته والهدف منه هو تهويد قضيتنا ومشروعنا الوطني .
لذلك اعتقد ان الفرصه رائعه وجميله وانها مناسبه غراء أن نحتفل باعياد الميلاد هذا العام في كنائسنا ومساجدنا سويا يد بيد في قرأنا ومدننا ومخيماتنا في الشوارع والحارات الفلسطينيه لنقول وبصوت واحد اننا شعب واحد وأننا قضيه واحده وان مصيرنا واحد وان مسجدنا هو كنيستنا وكنيستنا هي مسجدنا وان ميلادنا واحد ورمضاننا واحد لنرسل رساله للمحتل الغاشم اننا شعب واحد ندافع عن مقدساتنا الاسلاميه والمسيحيه، ولنقول للعالم اجمع اننا محبين وعشاق للسلم والسلام ( واذا جنحوا للسلم فاجنح لهم ) . فليعلن رئيس الوزراء أن يوم عيد ميلاد هو عيد وطني فلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينيه ويدعوا جميع المؤوسسات المدنيه والدينيه بكافة أشكالها الاحتفال بهذة المناسبه الغراء. بهذة الأعياد المجيده نقول لأنفسنا ولمؤوسساتنا الوطنيه ولحكومتنا وفصائلنا وللمحتل والعالم اجمع اننا جزء لا يتجزأ من هذا الشعب الجبار ، نحن ملح هذة الأرض ونحن ليس بطائفه او اقليه لأننا نحن القضيه، اننا ثابتين على الثوابت وان قضيتنا ومصيرنا واحد وان اقدس مقدساتنا وحضارتنا وتراثنا هو المسجد الأقصى وبيت المقدس لذلك سندافع عنه وعنها كما دافعنا على مر التاريخ وها نحن نجدد العهد وللعالم نقول اننا وقبل كل شيء عرب فلسطينيين نعتز ونفتخر بعروبتنا وبفلسطينيتنا وبهويتنا وثقافتنا وتراثنا العربي والإسلامي فعاملونا من هذا المنطلق. عيد ميلاد مجيد وكل عام وشعبنا الفلسطيني بالف خير وعافيه املبن من طفل المغارة أن يجلب معه السلم والسلام في ارض السلام ويعيد الحق إلى أصحابه.
* اعلامي فلسطيني خبير في شؤون الهجرة والمهاجرين وعضو سابق في اللجنه الاقليميه المتخصصه في دراسة طلبات اللجؤ السياسي إقليم اميليا رومانيا فرع فورلي وتثيزينا إيطاليا.
