توقع سكان مجمع سكني فاخر في جنوب تركيا، أن شققهم "مقاومة للزلازل"، إلا أنهم صدموا بانهيار المبنى مثل قطعة دومينو جراء الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي وأسفر عن في مقتل المئات من سكان المجمع.
وبات المجمع السكني (رونيسانس ريزيدانس)، الذي كانت الإعلانات تصفه بأنه "قطعة من الفردوس" لدى افتتاحه قبل عشر سنوات محور للغضب الشعبي.
ووقف الناجون بجوار أكوام من الأنقاض كانت ذات يوم مبنى نكون من 249 شقة، في انتظار أخبار أحبائهم مع تواري آمال بقائهم على قيد الحياة.
غضب شعبي
وبعد مرور 11 يوم على وقوع الزلزال المدمر الذي أودى بحياة ما يزيد عن 43 ألف شخص في تركيا وسوريا وترك ملايين آخرين بلا مأوى، زاد الغضب بشأن ما اعتبره الأتراك ممارسات بناء فاسدة وتطوير عمراني معيبة بشدة.
وتشير وزارة التطوير العمراني في تركيا، إلى أن 84700 مبنى انهار أو تضرر بشدة.
وبالرغم من انهيار مباني مجمع رونيسانس ريزيدانس السكني، بقيت مبان قديمة كثيرة قائمة بالقرب من المجمع.
واتهم عشرات المواطنين، المقاولين باستخدام مواد رخيصة أو غير ملائمة، كما اتهموا السلطات بالتهاون في إنشاءات دون المستوى.
بينما أكدت وكالة أنباء الأناضول التركية، أن محمد يسار كوسكون، مطور المجمع، تم اعتقاله في مطار إسطنبول، بينما كان يستعد لركوب طائرة تتجه نحو الجبل الأسود مساء يوم الجمعة الماضي.
فتح تحقيق
وكانت تركيا قد تعهدت بالتحقيق في انهيار مبان، وتحقق مع 246 مشتبها بهم حتى الآن، بينهم مطورو عقارات و27 منهم تحتجزهم الشرطة.
ومن جهته، قتل وزير العدل التركي بكر بوزداغ: "لن يتم إزالة الأنقاض دون جمع الأدلة. وسوف يجري تقييم كل من كان مسؤولاً عن إنشاء وتشطيب واستخدام المباني".
فيما أكد عمر ميس، محامي من إسطنبول، أنه كان يراقب الأنقاض ويحاول إنقاذ ما يمكن أن يكون دليلاً، على الرغم من تدمير بعض الوثائق في وقت بحث فيه المشردون عن أي شيء يمكن حرقه التماسا للدفء.
وتابع ميس: "كان هناك وثائق رسمية كثيرة ذات توقيعات أصلية. كان يجب حفظها وحمايتها... حتى يمكن تقديم المسؤولين عن هذه الكارثة إلى العدالة، وتضمنت الأوراق بيانات الخرسانة وعن اختبارات المقاومة للزلازل.
واكدت وزارة التطوير العمراني أن الوثائق سوف تنقل إلى أرشيف الوزارة في المدينة وسوف يتم تخزينها رقميا.
فيما أشار مسؤولو القطاع إلى أن حوالي 50 بالمئة من إجمالي 20 مليون مبنى في تركيا تخالف قوانين البناء.
