توصل العلماء إلى أن ما يسمى بـ"الأنهار الخفية في السماء"، والتي تتواجد في طبقات الغلاف الجوي، هي السبب وراء ظهور ظروف القحولة في شرق إفريقيا.
وأوضحت دراسة نُشرت في مجلة Nature، طريقة توجيه وديان الأنهار التي تقع بين الشرق والغرب ملايين الأطنان من بخار الماء من المحيط الهندي بعيداً عن شرق إفريقيا نحو غابات الكونغو المَطيرة، ومن ثم تحد من سقوط الأمطار في شرق إفريقيا.
انخفاض سقوط الأمطار
وكان هناك اعتقاد دائم بأت جغرافية شرق إفريقيا هي التي تجعل المنطقة جافة وعرضة للجفاف، إلا أن الآلية الدقيقة كانت بعيدة المنال عن العلماء حتى الآن.
وكشفت نتائج الدراسة الجديدة أن وديان الأنهار من الشرق إلى الغرب تعد عامل حاسم في انخفاض سقوط الأمطار السنوي.
وسعى الفريق الذي سافر في وقت سابق إلى كينيا لقياس "الأنهار غير المرئية" من خلال مناطيد الطقس، إلى أن يرى طريقة تؤثر الوديان على المناخ في كل أنحاء إفريقيا.
وحتى يتمكنوا من بذلك، ابتكروا مجموعة من التجارب النموذجية التي عملت على تغيير جغرافية نظام صدع شرق إفريقيا (EARS) الذي يصل طوله إلى 6000 كيلومتر، عبر ملء قنوات النهر تدريجياً.
تأثير الوديان على الأمطار
وقال الباحث المشارك في الدراسة، البروفيسور ريتشارد واشنطن: "توضح التجارب كيف تؤثر الوديان على المناخ على نطاق قاري. ولا يمكن أن تمطر بالتساوي في كل مكان، وتعمل الوديان على الحفاظ على سقوط الأمطار الغزيرة في حوض الكونغو، بينما تترك شرق إفريقيا عرضة للجفاف".
وأكد الفريق أن فهم المقايضات المناخية في سقوط الأمطار بين المناطق المختلفة على نطاق قاري قد يساعدنا في تحسين قدرتنا على التنبؤ بأنماط سقوط الأمطار في المستقبل عبر إفريقيا.
وهذا هام بشكل خاص عند النظر إلى الآثار السياسية الترتبة على تغير المناخ في كل أنحاء إفريقيا.