اقتحم مسلسل رمضاني بالسودان ما وصفه البعض بـ "حقل ألغام" في خطوة جريئة من نوعها، حيث جسد شخصية رجل دين فاسد.

وعلى الفور، تفجرت الألغام واحدة تلو الآخر بوجوه صناع العمل الدرامي، حيث تعرضوا لموجة غضب عارمة، وهجوم عنيف، واستنكار لتخطي "مسلسل ود المك" كل الخطوط الحمراء.

شخصية شيخ الرفاعي 

وتناول المسلسل شخصية "شيخ الرفاعي" التي يؤديها الفنان السوداني القدير صلاح أحمد، سردية غير مألوفة تتعلق بسيرة رجل دين فاسد، يندفع بشدة تجاه متع الدنيا ورغد العيش.

وحاول صناع العمل الدرامي "المؤلف، والمخرج والممثل" تسليط الضوء على إظهار الاهتمام الكبير لـ "شيخ الرفاعي" من خلال المظاهر الخارجية المتعارف عليها لرجل الدين التقليدي، وقدرته على ممارسة أساليبه الشيطانية في خداع الناس دون إثارة الشكوك والريبة.

اقرأ أيضاً:

• ليست السودان.. دولة عربية تتربع على عرش الدول الأكثر نومًا في العالم.. فمن هي؟

وآثار رسم شخصية "الرفاعي" بهذه الطريقة الجريئة، وغير المعهودة بالمسلسلات السودانية، الجدل بين السودانيين على مواقع التواصل.

تعليق بطل المسلسل 

وقال الفنان السوداني صلاح أحمد، رداً على الجدل الواسع حول شيخ الرفاعي: "يتحدث المسلسل عن الفساد في المجتمع بصورة عامة عبر تجسيد شخصيات متنوعة، ويقدم نماذج مختلفة، بينها نموذج لشخصية رجل دين فاسد، يتخفى في الدين لأغراض دنيوية، ومن خلال تجسيد الشخصية غير السوية وإظهار تناقضاتها، نعمل على معالجة العديد من الاختلالات النفسية والاجتماعية".

ونفى نهائيا أن يكون العمل الدرامي أو هذه الشخصية ضد رجال الدين أو المتدينين عامة، أو حتى يستهدفهم، لافتاً إلى أنه لا يقبل على نفسه الظهور أو المشاركة في أي عمل من هذا النوع.

ودعا صلاح الجميع ألى الانتظار حتى يتم إسدال الستار وسام بث الحلقة الأخيرة للمسلسل قبل أن يتم تقييم العمل أو الحكم عليه سلباً أو إيجاباً.

اقرأ أيضاً:

• شخص يغني بالرق في مقبرة يثير ضجة كبيرة في السودان

جدل واسع

الجدير بالذكر أن المسلسل قسم المشاهدين إلى فريقين حول شخصية "شيخ الرفاعي"، حيث هاجمه البعض بشراسة، في حين دافع عنه آخرين باستماتة، حيث أشاروا إلى أن المتدينين، الخطباء، الوعاظ، الأئمة، الدعاة والعلماء، جميعهم بشرٌ، وبالتالي ليسوا معصومين عن الخطأ.

كما شنّ كثيرون هجوماً شديداً على العمل الدرامي، وأكدوا أنه استهدف محو الصورة الإيجابية لرجل الدين وإظهاره في ثوب الرجل البخيل والهوائي النزق، والخوان، والخائض في أعراض الناس، والضعيف أمام المفاتن والمباهج الدنيوية، لا سيّما فتنة النساء.