البوابة 24

البوابة 24

السودان.. سر القتال بقوة في مدينة مروي.. وما هي أهميتها العسكرية والاستراتيجية؟ (تفاصيل)

سر القتال بقوة في مدينة مروي
سر القتال بقوة في مدينة مروي

تصدرت مدينة مروي التاريخية، التي تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل في شمال السودان، على بعد 350 كيلومترًا شمال العاصمة الخرطوم، محركات البحث مؤخرًا عقب اندلاع صراع بين الجيش السوداني وقوات "قوات الدعم"، الذي ألقى بظلام دامس على المدينة بأكملها.

الأهمية العسكرية لـ "مروي" 

2.jpg
 

وما أعطى "مروي" أهمية عسكرية كبيرة خلال جولة الصراع هي احتوائه على مطار عسكري سمي على اسمها، شاهدًا على العديد من المعارك بين القوى المتصارعة، حتى وصلت إلى سيطرة قوات "حميدتي" عليها، وسط أنباء متضاربة عن عودة الجيش للسيطرة عليها.

يقع المطار العسكري بجوار مطار مدني آخر، ويعد قاعدة جوية مساندة، علاوة على أنه منطقة تمركز "بديلة" للقواعد العسكرية الأخرى في السودان.

أقرأ أيضًا:

مطار مروي

3.jpg
 

والجدير بالإشارة أن مطار "مروي" يعد من أكبر المطارات في إفريقيا، حيث يقع على مساحة 18 كيلو مترًا، وقد تم تصميمه لاستيعاب هبوط وإقلاع الطائرات الكبيرة، ويضم مهبط يبلغ طوله حوالي 4 كيلومترات وعرضه 60 مترًا.

كما أن الحركة الجوية في المطار لا تتوقف على مدار السنة، حتى في ظل انعدام الرؤية بسبب العواصف الرملية التي تضرب المنطقة، حيث أنه مزود بأنظمة هبوط آلية حديثة، ويمكنه استقبال نحو 10 طائرات في المرة الواحدة، بما في ذلك طائرة "ايرباص" الضخمة.

وتنتشر قوات من الفرقة 19 بالجيش السوداني، في مطار مراوي ومحيطه، ومن المهام الموكلة إليها حماية المنشآت الاستراتيجية في المنطقة.

منذ مارس 2021، شهدت القاعدة العسكرية في مطار "مروي" تواجدًا للقوات المصرية، كجزء من التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة، والتي قيل إنها تأتي كرسالة لإثيوبيا وسط خلافات مع الخرطوم والقاهرة حول سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق.

اعتقال جنود مصريين

ويجدر الإشارة إلى أت قوات "الدعم السريع"، قامت باعتقال عدة جنود مصريين كانوا في قاعدة "مروي" الجوية.

من جهته، أكد الجيش المصري، السبت الماضي، وجود قوات مصرية في السودان لإجراء مناورات مشتركة، وتوصل إلى التنسيق مع الجهات المعنية لضمان أمنها.

وبدوره، نفى عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري، أمس الاثنين، خلال ترأسه اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة،  أن تكون القوات المصرية المتواجدة في قاعدة "مروي" العسكرية في السودان موجودة لدعم جانب على حساب آخر، وهذا "غير صحيح".

سد مروي

وبالإضافة إلى مطاراتها المدنية والعسكرية وقاعدتها الجوية، تضم المدينة تضم المدينة سد "مروي"، أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في السودان، تم بناؤه في مارس/آذار 2009، ويقع على نهر النيل، بالقرب من الشلال الرابع حيث ينقسم النيل هناك إلى فروع صغيرة ويوجد جزيرة كبيرة في المنتصف.

ويتواجد "السد" على بعد 40 كم من المدينة، ويقوم بتغذية معظم مناطق السودان، وهو السابع من حيث الترتيب بقائمة أكبر 10 محطات للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، حيث يصل طوله إلى 7 كم.

مدينة الحضارة

تضم المدينة الكثير من المواقع الأثرية القديمة، على رأسها آثار الثقافتين النوبية والمروية السائدتين في ظل دولة كوش الثانية، ومن بين ذلك جبل البركل المقدس المدرج منذ عام 2003 على قائمة مواقع التراث العالمي باليونسكو، ويضم 31 معبدا جعلته مركزا دينيا مقدسا لفترات طيلة بحضارات السودان القديمة.

والجدير بالذكر أن المدينة ظلت لقرون طويلة عاصمة للمملكة الكوشية، ويرتبط سكان المدينة التي تضم أكبر مشروعين زراعيين في الولاية الشمالية تم إنشاؤهما منذ عهد الاستعمار الإنجليزي، ارتباطا وثيقا بالأرض وأشجار النخيل حيث يعد التمر من أشهر منتجاتها، فيما بدأ نشاط صيد الأسماك في الاتساع بعد بناء سد مروي.

 

سبوتنيك