يعاني الكثير من الأشخاص من الضيق النفسي المفاجئ، هي من الحالات التي يشعر فيها الإنسان فجأة وبدون سبب واضح أو جيد بالتوتر والانزعاج، ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى العديد من المشاكل النفسية والجسدية؛ عندما يتجاهل الشخص هذه الضائقة ولا يحاول معرفة سببها أو مصدرها، فإنها ستزداد سوءًا تدريجيًا (دون أن يشعر بها المالك) حتى تصل أخيرًا إلى حالة من القلق والتوتر ، والتي يمكن أن تتطور في النهاية إلى مشاكل جسدية.
ثبت علميًا أن المشاكل النفسية يمكن أن ينتج عنها إضعاف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، علاوة على عدم قدرة الجسم على محاربة الأمراض، لذلك، من الحكمة عدم التغاضي عن الشعور بالضغط النفسي المفاجئ، والسعي للحد من أسبابه، وعند الضرورة، الاستعانة بالمتخصصين الصحيين مثل الأطباء أو العاملين في مجال الصحة العقلية.
أعراض الضيق النفسي المفاجئ
تصحب حالة الضيق النفسي المفاجئ العديد من الأعراض، وهي:
- تعكّر المزاج وتشوش التفكير.
- صعوبة التركيز واتخاذ القرارات.
- الشعور بالإحباط وتأنيب الضمير دون سبب معين.
- فقدان الشهية أو الأكل العاطفي.
- الأرق واضطرابات في النوم.
- الإعياء والتعب الشديد.
- ظهور أعراض جسدية مثل الصداع المزمن أو آلام البطن أو آلام ليس لها تفسير.
- العزوف عن الذهاب إلى العمل أو الدراسة.
- الميل إلى العزلة والابتعاد عن التواصل مع الآخرين.
- تواتر الأفكار السلبية، بشكل قد يعرقل نسق الحياة الاجتماعية الطبيعي للشخص.
- فقدان الشغف وغياب الاستمتاع بالأشياء الممتعة عادة.
- التفكير في إيذاء النفس أو الانتحار.
سبب الضيق النفسي المفاجئ في علم النفس
هناك العديد من الأسباب وراء الشعور بالضيق النفسي المفاجئ، إما عضوية أو نفسية أو بيئية، منها:
- القلق والتوتر: التعرض المستمر للتوتر والقلق يمكن أن يؤدي إلى الشعور بضيق نفسي مفاجئ.
- أسباب خفية: يمكن اعتبار هذا الضيق على أنه رسائل عصبية مرسلة من العقل الباطن إلى العقل الواعي للإشارة إلى وجود مشكلة تحتاج إلى حل جذري، وتجدر الإشارة إلى أن العقل الباطن هو مستودع الأفكار والذكريات، وبالتالي الاحتفاظ بها تعتبر الصحة جزءًا ثانويًا من الصحة العقلية.
- أسباب نفسية: يمكن أن تكون بسبب الاضطرابات النفسية، منها الإصابة باضطراب القلق العام (GAD) أو اضطراب الهلع (Panic Disorder) أو اضطراب الوسواس القهري (OCD) مرتبطة بالشعور بالضيق النفسي المفاجئ.
- أسباب هرمونية: يمكن أن تحدث هذه الحالة بسبب نقص التغذية أو بعض الفيتامينات في الجسم مما يؤدي إلى قلة إفراز بعض الهرمونات مثل السيروتونين، لذلك يُلاحظ أن البعض يشعر بالحزن أو الكآبة أو الاكتئاب، وتتحسن حالتهم بسرعة عند تناولهم الشوكولاتة أو التعرض للشمس.
- نوبات الهلع: يمكن التعرف إلى نوبات الهلع أو الهجمات الهلعية المفاجئة بأعراض مثل ضيق التنفس، وتسارع ضربات القلب، والدوخة، قد تحدث هذه الهجمات بشكل غير مُتوقّع ودون سبب واضح، وتسبب الضيق النفسي المفاجئ.
- نوبات الهلع: حيث تصاحب النوبات بأعراض مثل ضيق التنفس وخفقان القلب والدوخة، ويمكن أن تحدث هذه النوبات بشكل غير متوقع وبدون سبب واضح وتسبب ضائقة نفسية مفاجئة.
- أسباب طبيّة: هناك مجموعة من الأمراض ترتبط بضيق التنفس المفاجئ، منها ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل التنفس مثل الربو، واضطرابات الغدة الدرقية، قد تسبب أعراض الضيق المفاجئ.
- آثار الأدوية الجانبية: قد ترتبط عدد من الأدوية بالعديد من الآثارًا الجانبية، على رأسها الضيق النفسي والاضطراب العاطفي.
- أسباب اجتماعية: يمكن أن يساهم الجلوس مع الأشخاص السلبيين أو الذين يكثرون من الشكوى والتذمر، إلى شعور المرء بالضيق والهمّ، حيث يمكن أن تنتقل هذه المشاعر بسرعة من شخص إلى آخر، وكلما طالت المدة الاحتكاك زاد الشعور بضيق التنفس.
ويجدر الإشارة إلى أن هذه الأسباب قد تكون منفردة، أو تكون هذه الحالة نتيجة لسببان أو أكثر، لذلك من الضروري سرعة استشارة طبيب نفسي على الفور لتقييم حالتك بشكل دقيق وتحديد سبب الضيق المفاجئ الذي تشعر به، وسيكون قادرًا على تقديم التشخيص الصحيح ووصف العلاج المناسب إذا استدعت إلى ذلك الحاجة.
الفرق بين الضيق النفسي والاكتئاب
الضيق النفسي المفاجئ، هو الإحساس بالتوتر والقلق والضيق العاطفي الذي يمكن أن اكتشافه من خلال بعض أعراض مثل صعوبة التركيز والارتباك، والاضطرابات العقلية، وتوتر العضلات، والقلق.
فيما يتعلق بالاكتئاب، فهو حالة مرضية تتميز بالحزن المستمر، وانخفاض واضح في المزاج، وفقدان العاطفة وعدم الرغبة في الانخراط في الأنشطة اليومية، قد يكون الاكتئاب مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الشعور بالندم والقلق المستمر واضطرابات النوم والشهية والأفكار أو الأفكار السلبية المتعلقة بالموت وإيذاء النفس.
على الرغم من أن ضيق التنفس والاكتئاب يشتركان في بعض الأعراض الأكثر شيوعًا، مثل القلق والتوتر والأفكار السلبية، إلا أنهما يختلفان في الطبيعة والمدة والأعراض الأخرى، على سبيل المثال، قد يعاني الشخص مؤقتًا من ضغوط نفسية مفاجئة في مواقف محددة، بينما قد يعاني الآخرون من اكتئاب مطول ومستمر، ومن وجهة نظر خارجية قد يكون لديهم نفس الأعراض.
في كلتي الحالتين، إذا ظهرت عليك أنت أو أي شخص تعرفه أعراض الضيق أو الاكتئاب، فمن المهم طلب المساعدة من شخص مختص يمكنه تقييم حالتك وتشخيصها بدقة وتقديم العلاج والدعم المناسبين.
علاج الضيق النفسي المفاجئ
إليكم عدد من الطرق لعلاج الشعور المفاجئ بالضيق:
- العلاج الروحاني: من أبرز الطرق الفعالة التي يستخدمها البعض لعلاج الضيق النفسي المفاجئ هو اللجوء إلى الله عز وجل، وقراءة القرآن الكريم وأداء الصلاة بخشوع؛ فهذه الأعمال العبادية تعيد التوازن إلى الجسم وتعزز القوة النفسية.
- العلاج النفسي: على سبيل المثال العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج النفسي بالكلام، وهو من الطرق الفعالة للتخلص من المشاكل الموجودة في اللاوعي والتي قد تكون سببًا للضيق النفسي المفاجئ.
- العلاج الدوائي: إذا كنت تعاني من ضيق مفاجئ وبشكل متكرر أو يستمر لفترة طويلة، فيمكن أن تحتاج تناول الأدوية والعقاقير، والتي يتم صرفها بواسطة المختصون في الصحة النفسية قادرون على وفقًا للتشخيص المناسب.